تفجير قناة مائية حيوية في كوسوفو يشعل التوترات الإقليمية ويهدد الأمن المائي والطاقة
في حادث وصفه الاتحاد الأوروبي بـ “العمل الإرهابي”، تعرضت قناة مائية حيوية في شمال كوسوفو للتفجير، مما ألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية التي تزوّد الآلاف من السكان بالمياه الصالحة للشرب وتدعم محطات الطاقة الحرارية في البلاد.
ويعد هذا التفجير تهديدًا خطيرًا للأمن المائي والطاقة في كوسوفو، حيث تُعد قناة “إيبار-ليبيناك” المصدر الرئيسي لتوفير المياه اللازمة لتبريد محطات الطاقة، ما يضمن استمرار إمدادات الكهرباء في البلاد.
ويثير الحادث قلقًا شديدًا من أن توقف المحطات عن العمل بسبب نقص المياه قد يؤدي إلى أزمة طاقة حادة، قد تشمل انقطاع الكهرباء بشكل كامل.
أدان الاتحاد الأوروبي الحادث الذي وقع في القناة المائية في كوسوفو، واتهمت حكومة بريشتينا صربيا بتدبير التفجير، واصفًا الحادث بـ “العمل الإرهابي”.
وقال جوزيب بوريل، كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، في بيان له إن “هذا التفجير هو عمل تخريبي بغيض يستهدف بنية تحتية مدنية حيوية في كوسوفو، توفر مياه الشرب لجزء كبير من السكان وتعد عنصرًا أساسيًا في نظام الطاقة في البلاد”.
وأدى التفجير إلى تدمير جزء من جدار القناة الخرساني، مما أثر بشكل كبير على إمدادات المياه للمناطق الشمالية من كوسوفو، فضلاً عن تأثيره على محطة توليد الكهرباء الحيوية.
القناة هي المصدر الرئيس لتبريد محطتين للطاقة الحرارية، ويُخشى أن يؤثر هذا الحادث على قدرة البلاد على توليد الكهرباء بشكل مستمر.
في وقت مبكر من صباح السبت، أعلنت حكومة كوسوفو عن توقيف عدد من الأفراد على خلفية التفجير في إطار تحقيقات موسعة. وصرح رئيس الوزراء الكوسوفي ألبين كورتي بأن التفجير قد يكون “مدبرًا” من قبل الدولة الصربية، واتهم بلغراد بالمسؤولية عن الهجوم.
وأضاف كورتي أنه تم تعزيز الأمن حول المنشآت الحيوية في كوسوفو، بما في ذلك محطات المياه والطاقة، لضمان عدم تصاعد الموقف.
في المقابل، نفت صربيا أي تورط في التفجير، وأدان الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش الحادث، واصفًا الاتهامات بأنها “غير مسؤولة” وتهدف إلى “تشويه سمعة بلاده”. من جهته، أشار وزير الخارجية الصربي ماركو ديوريتش إلى أن “النظام الكوسوفي” قد يكون له دور في الهجوم، معتبرًا أن الحادث يعكس تفاقم التوترات في المنطقة.
كما انتقد حزب “القائمة الصربية” الموالي لبلغراد في كوسوفو التفجير، مؤكدًا أنه يتعارض مع مصالح الشعب الصربي، ودعا إلى إجراء تحقيق عاجل في الحادث.
و في أعقاب التفجير، أعلنت الحكومة الكوسوفية عن فرض إجراءات أمنية مشددة حول المنشآت الحيوية في البلاد، بما في ذلك الجسور والمحولات والبحيرات. تم نشر قوات “كفور” التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) لحماية المناطق المحيطة بالقناة، واتُخذت هذه الإجراءات منذ مساء الجمعة لضمان سلامة المنشآت الاستراتيجية.
و أعربت العديد من الأطراف الدولية عن قلقها إزاء الحادث، حيث دان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا الهجوم على البنية التحتية الحيوية في كوسوفو. وأكدت هذه الدول ضرورة إجراء تحقيق شفاف ومحاسبة المسؤولين عن التفجير، مشددين على أن “أولئك الذين دمروا البنية التحتية الأساسية” يجب أن يتحملوا المسؤولية.
تستمر العلاقات المتوترة بين كوسوفو وصربيا في التصاعد، خاصة في المناطق الشمالية حيث يتركز السكان الصرب.
ويأتي هذا التفجير في وقت حساس قبيل الانتخابات التشريعية المقررة في كوسوفو في فبراير 2025، ويضاف إلى سلسلة من الحوادث العنيفة التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والسياسي في البلقان.
ومع تصاعد التوترات بين بلغراد وبريشتينا، يبقى من غير الواضح كيف ستؤثر هذه الحادثة على جهود السلام في المنطقة، وسط دعوات متكررة لتهدئة الوضع وتجنب التصعيد الذي قد يهدد استقرار البلقان.