تسلا تتجه نحو المشترين التقليديين بعد فوزها بعشاق السيارات الكهربائية
يُتوقع أن تعلن شركة “تسلا” يوم الثلاثاء تحقيق تسليمات سنوية قياسية جديدة للسيارات الكهربائية في 2023، لأسباب على رأسها المبهورون بإيلون ماسك والمسارعون لاقتناء أحدث التطورات التكنولوجية. والآن تعمل الشركة على توسيع نطاق جاذبيتها.
تشير التقديرات إلى أن مصنعة السيارات الكهربائية التي يقع مقرها في أوستن سلّمت نحو 483,200 سيارة في الربع الرابع، وفق محللين استطلعت بلومبرغ آراءهم. وهذا يعني أن “تسلا” ربما تجاوزت هدفها المتمثل في تسليم 1.8 مليون سيارة في 2023، وهو أعلى مستوى على الإطلاق للشركة، ولكنه مجرد نزر يسير مما تبيعه “تويوتا موتور” أو “جنرال موتورز” عادة.
تحديات وعقبات
وفي المرحلة التالية من النمو، يتعين على “تسلا” أن تجتذب المشترين التقليديين، الذين يختارون المركبات في المقام الأول على أساس السعر وسهولة الاستخدام. قال فايبهاف تانيجا، مدير الشركة المالي، خلال مكالمة مع المستثمرين في أكتوبر: “بالنظر إلى شراء السيارات بشكل عام، فإننا نحاول الوصول إلى المجموعة التالية من مستخدمي السيارات الكهربائية”.
تواجه الشركة التي يقودها ماسك عدداً من العقبات للوصول إلى هذا الجمهور: فقد جعل التضخم وارتفاع أسعار الفائدة المستهلكين أكثر حذراً إزاء المشتريات المكلفة. وبالإضافة إلى ذلك، لا يزال الكثير من المشترين يتساءلون عن السلامة، وما إذا كان هناك ما يكفي من محطات الشحن.
وهناك أيضاً عامل المنافسة، فمن يقررون التحول من السيارات التي تعمل بالبنزين لديهم أيضاً مجموعة متزايدة من السيارات الكهربائية للاختيار من بينها، إلى جانب “تسلا”.
وفي تحدٍّ آخر، من المتوقع أن تخسر بعض طُرُز “تسلا” في الأول من يناير كامل الائتمان الضريبي الفيدرالي البالغ 7500 دولار على السيارة الكهربائية بفعل القواعد الصارمة الخاصة بمصادر مكونات البطاريات من الصين. ويقول موقع الشركة الإلكتروني إن بعض إصدارات “موديل 3” ستتأثر.
و اتخذت “تسلا” بعض الخطوات لاقتحام السوق في 2023. فقد خفضت الأسعار عبر تشكيلتها من السيارات، مما دفعها للتضحية بهوامش الربح من أجل أحجام المبيعات. وكانت عمليات تخفيض الأسعار واضحة بشكل خاص في الصين، السوق التي قال ماسك إن المنافسة فيها هي الأصعب.
ومع ذلك، فمن المرجح أن تتفوق شركة “بي واي دي” الصينية على “تسلا”، بما لديها من تشكيلة أحدث بكثير. قال ماسك في أكتوبر إن أحدث سيارات تسلا، “سايبرترَك” ذات المظهر المستقبلي، لم تصل بعد إلى حجم الإنتاج الكبير ويفصلها عام على الأقل عن تحقيق الربحية. ويقدر المحللون أن الشركة سلمت ما بين 200 إلى 5000 شاحنة “سايبرترَك” هذا الربع.
لماذا يضيق ماسك هوامش أرباح “تسلا” بتخفيضه الأسعار؟
لم تفصح تسلا بعد عن عدد المركبات التي تتوقع تسليمها في 2024. والطرازان اللذان يمثلان نحو 97% من عمليات تسليم الشركة هذا العام– هما “موديل 3” السيدان التي طرحتها الشركة في 2017، و”موديل واي”، وهي مركبة رياضية متعددة الاستخدامات طرحتها في 2020.
و كتب توني ساكوناجي، محلل “برنشتاين” الذي أصدر توصية موازية لبيع أسهم “تسلا”، في مذكرة بحثية للعملاء هذا الأسبوع “إننا نكافح لفهم كيف يمكن أن يتحسن الطلب الأساسي بشكل ملموس مع مجموعة منتجات آخذة في التقادم، وعدم حدوث انخفاض تدريجي في الأسعار، وسط المنافسة المتزايدة في مجال السيارات الكهربائية. وعلى نفس القدر من الأهمية، لا نتوقع أن يتحسن الوضع في 2025”.
لدى “تسلا” عدد قليل من الوسائل التي يمكنها استخدامها لتعزيز المبيعات في المستقبل. فقد جددت “موديل 3” السيدان هذا العام، مما منحها مظهراً أكثر أناقة ومدى أطول. وعُرضت السيارة لأول مرة في الصين قبل بيعها في أوروبا، ومن المتوقع أن يصل “موديل 3” الجديد إلى الولايات المتحدة في 2024، رغم أن تسلا لم تؤكد التوقيت. وبالإضافة إلى ذلك، يتردد أن الشركة تخطط لطرح نسخة جديدة من “موديل واي” من مصنعها في شنغهاي.
وتعمل “تسلا” أيضاً على تعزيز جهودها التسويقية. فقد قامت ببناء علامة تجارية هائلة دون الحاجة إلى دفع تكاليف الإعلانات التقليدية، لكنها بدأت في الآونة الأخيرة في تجربة إعلانات “غوغل”. ويروج أحد هذه الإعلانات حالياً لإمكانية استئجار “موديل واي” مقابل 399 دولاراً شهرياً.
و قال أووراكا كوني، العضو المنتدب لدى “جينيسون أسوشيتس” ، التي تملك حصة في “تسلا”، إنه يعتقد بأن الشركة تبذل الكثير من الجهود للوصول إلى الموجة التالية من العملاء المحتملين.
تجذب “سايبرترَك” المشترين المهتمين إلى صالات عرض “تسلا”. بالإضافة إلى ذلك، قال إن المسؤولين التنفيذيين في “تسلا” إلى جانب ماسك، مثل رئيس التصميم فرانز فون هولزهاوزن ولارس مورافي، نائب رئيس هندسة المركبات، يتحدثون أكثر نيابة عن الشركة لتسويق منتجاتها.
قال كوني: “إذا نظرت إلى مبيعات السيارات الكهربائية العالمية، فستجد أن (بي واي دي) و(تسلا) لا تزالان اللاعبين الرئيسيين اللذين يقودان المبيعات. ومن الآن فصاعدا، ستظل (تسلا) في وضع جيد”.