تسارع حرب الأسعار بين “كازيون” و”بيم” في السوق المغربي
تتزايد حدة المنافسة في قطاع البيع بالتجزئة المغربي مع دخول سلسلتي المتاجر الأجنبيتين “كازيون” المصرية و”بيم” التركية.
منذ بداية شتنبر 2024، أطلقت هاتان السلسلتان حرب أسعار شديدة، تهدفان من خلالها إلى جذب العملاء عبر تقديم أسعار منخفضة بشكل غير مسبوق، مما يؤثر سلباً على سلاسل الأسواق الكبرى مثل مرجان وكارفور وأسواق السلام، التي تواجه تحديات في مواجهة هذه الأسعار التنافسية.
و تأسست سلسلة “كازيون” في السوق المغربي خلال هذا العام، وحققت نجاحًا ملحوظًا من خلال تقديم أسعار تنافسية على مجموعة واسعة من المنتجات، بدءًا من المواد الغذائية إلى الأجهزة المنزلية.
و استلهمت “كازيون” تجربتها الناجحة في السوق المصرية لتوسيع عملياتها في المغرب، حيث تضاعف عدد متاجرها من 50 إلى 100 متجر خلال بضعة أشهر.
ويعكس نجاحها في جمع 1.7 مليار درهم في جولة استثمارية رغبتها القوية في الاستحواذ على حصة كبيرة من السوق المغربي. كما تقدم “كازيون” عروضًا يومية مدهشة لجذب الزبائن ومنافسة “بيم”، التي تسيطر على سوق المحلات الصغيرة.
أما سلسلة “بيم”، التي دخلت السوق المغربي في عام 2009، فتتبنى استراتيجية مختلفة ترتكز على تقديم أقل الأسعار الممكنة على مجموعة مختارة من المنتجات الأساسية.
و تركز “بيم” على تخفيض تكاليفها عبر تقليل الإعلانات، وتوظيف عدد محدود من الموظفين، واختيار مواقع منخفضة الإيجار، مما يسمح لها بتقديم أسعار مغرية.
هذه الاستراتيجية ساعدتها في ترسيخ وجودها في السوق وخلق قاعدة عملاء مخلصة.
تسهم السياسات السعرية المنخفضة من “كازيون” و”بيم” في اندلاع حرب أسعار قد تؤدي إلى انخفاض كبير في أسعار العديد من المنتجات الأساسية في السوق المغربي.
و تعود هذه المنافسة بالفائدة على المستهلكين، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية التي تشهد تضخمًا وارتفاعًا في الأسعار. ومع ذلك، تتعرض سلاسل المتاجر الكبرى مثل مرجان وكارفور وأسواق السلام لضغوط متزايدة، مما يجبرها على خفض أسعارها للبقاء في المنافسة.
و تواجه محلات “مول الحانوت” تحديات خطيرة في هذه الحرب السعرية، إذ تجد نفسها في موقف ضعيف، حيث لا تستطيع شراء السلع بأسعار تنافسية مثل المتاجر الكبرى.
و تعتمد هذه المحلات على موردين يضيفون تكاليف إضافية، مما يجعل من الصعب عليها المنافسة. في حال استمرت حرب الأسعار وتوسع “بيم” و”كازيون” بفتح المزيد من الفروع، فقد تتعرض محلات “مول الحانوت” لخطر الإغلاق، كما تشير التجارب السابقة إلى تراجع محلات البقالة التقليدية في المناطق التي دخلت فيها “بيم”.
ويتوقع أن تستمر حرب الأسعار بين “كازيون” و”بيم” في الفترة المقبلة، حيث تسعى كلتا السلسلتين لتعزيز حصتها في السوق المغربي. قد تؤدي هذه المنافسة إلى انخفاض أكبر في الأسعار وتحقيق فوائد للمستهلكين، لكن يبقى التساؤل حول قدرة “مول الحانوت” على الصمود أمام هذه التحديات.
و يتطلب الوضع الحالي رؤية مستقبلية لاستراتيجيات البقاء والابتكار في مواجهة هذه المنافسة الشرسة من عمالقة البيع بالتجزئة.