الاقتصادية

ترقّب المرافعات الختامية في محاكمة ترامب الأسبوع المقبل

اقتربت محاكمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في قضية دفع المال لشراء صمت نجمة أفلام إباحية سابقة من مرحلتها النهائية الاثنين، مع انتهاء الدفاع من استجواب الشاهد الرئيسي مايكل كوهين الذي لم يسلم من اتّهامات شاهد للدفاع.

وقال القاضي خوان ميرتشان للمحكمة إنه نتيجة عطلة مقبلة نهاية الأسبوع والسجالات القانونية بشأن التوجيهات الصادرة لهيئة المحلفين “لن نتمكن من التوصل إلى خلاصة غدا” كما كان يأمل.

فيما يتوقع أن تجري المرافعات الختامية الأسبوع المقبل.

وبعد المرافعات الختامية لفريقي الدفاع والادعاء، سيعطي القاضي ميرتشان توصياته غير العلنية الى الأعضاء الـ12 في هيئة المحلفين.

وستلقى على عاتق هؤلاء المهمة الصعبة لاتخاذ القرار بشأن ما اذا يجدون ترامب مذنباً بتهمة تزوير 34 مستندا محاسبياً لإخفاء أثر مبلغ مالي دفع لدانييلز للتستر على علاقة جنسية جمعتها بترامب. ودفعت الاموال في نهاية الحملة لانتخابات 2016 التي فاز بها ترامب بالرئاسة على حسابه منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.

وتحتاج إدانة المتهم الى قرار بالاجماع من هيئة المحلفين. وفي حال حصول ذلك، يعود الى القاضي تحديد العقوبة التي قد تصل الى السجن.

الإثنين شن الدفاع هجومه الأخير ضد محامي ترامب السابق، مايكل كوهين الذي استغرق شهادته، وهو الأخير من بين 19 شاهدا، أربعة أيام.

ثم استدعى الدفاع شهوده، وأحدهم هو المحامي والمخضرم في المحاكم روبرت كوستيلو الذي تظهر رسائل بريد إلكتروني تم الكشف عنها في جلسة الاستماع أنه تواصل مع مايكل كوهين عندما ألقى القضاء القبض على الأخير في العام 2018، موحيا بدعم ترامب له.

لكن أسلوب كوستيلو وإيماءاته المسرحية وتعبيره عن سخطه لدى تدخّل القاضي، استدعى الأخير تحذيره بوجوب احترام المحكمة.

وسرعان ما عاد وطرده من القاعة، ليندد بعد ذلك ترامب بالواقعة ويصف القاضي بـ”الطاغية”.

وروى كوهين الذي كان محامي ترامب الشخصي سابقا الأسبوع الماضي كيف أطلع ترامب على مبلع قدره 130 ألف دولار دفعه لدانييلز لشراء صمتها بشأن علاقة مفترضة قبل انتخابات 2016 الرئاسية.

لكن كاستيلو ناقضه مشيرا إلى أن “مايكل كوهين قال مرات عدة إن الرئيس ترامب لم يكن يعرف شيئا عن هذه المدفوعات، وأنه فعل ذلك من تلقاء نفسه، وقد كررها مرارا”، في معرض حديثه عن لقاء جمعه به في 17 نيسان/أبريل 2018.

وكان مايكل كوهين يعتمد هذه الرواية في بداية القضية، بعدما كشفت صحيفة وول ستريت جورنال في كانون الثاني/يناير 2018، المدفوعات إلى ستورمي دانيلز.

لكنه عاد وغير روايته أمام القضاء. وبعدما أقر بالذنب بتهم عدة حكم عليه بالحبس ثلاث سنوات قضى منها 13 شهرا وراء القضبان.

وأقر كوهين بأنه إضافة إلى المبالغ التي دفعها وأعيدت له تلقى مبالغ أخر من منظمة ترامب كان يفترض أن تسدد إلى أحد الزبائن واحتفظ منها بمبلغ قدره 30 الف دولار.

فسأله تود بلانش محامي ترامب “هل سرقت منظمة ترامب؟”، ليجيب كوهين “نعم”.

سعى محامو ترامب لتصوير كوهين على أنه مجرم مدان صاحب تاريخ من الأكاذيب، مشيرين إلى الفترة التي قضاها في السجن بسبب الاحتيال الضريبي والكذب على الكونغرس.

أكد كوهين مرارا أنه يتحمّل “مسؤولية” أفعاله وواجه عواقبها. وقبل المحاكمة، بما في ذلك في كتبه، لم يخف الضغينة التي يشعر بها تجاه رئيسه السابق.

مايكل كوهين الذي أصبح العدو اللدود لدونالد ترامب، جعل من الأخير موضوعا لكتابين وسلسلة طويلة من برامج البودكاست، ما أكسبه 4,4 ملايين دولار منذ العام 2020، وفق ما اقر الإثنين.

لكنه قال بتأثر “لقد انقلبت حياتي كلها رأسا على عقب” بسبب هذه القضية، مشيرا إلى أن فقد استقراره المالي و”سعادة عائلته”.

وما زال غير واضح ما إذا كان ترامب نفسه سيدلي بشهادته.

يشير خبراء إلى أنه من المستبعد أن يدلي ترامب بشهادته في القضية الجنائية الأولى التي يواجهها رئيس أميركي سابق إذ أن الأمر قد يعرضه لمخاطر قانونية لا داعي لها وإلى استجوابات من قبل الادعاء.

وتوافقت رواية كوهين بشكل عام مع الشاهدين الآخرين ستورمي دانييلز وديفيد بيكر، الناشر السابق لصحيفة ناشونال إنكوايرر الذي قال إنه عمل مع كوهين وترامب للتعتيم على قصص محرجة محتملة عن الرئيس السابق في انتخابات العام 2016.

بدوره، اعتبر ترامب أن مساعيه للعودة الى البيت الأبيض في 2024 تعرقلها الإجراءات القانونية التي يواجهها والتي يحضرها كل يوم.

وحضر مجددا الاثنين إذ اشتكى للصحافيين من أنه “لا يسمح له بالقيام بأي أمر مرتبط بالسياسة نظرا إلى أنني جالس في غرفة باردة إلى درجة التجمّد ومعتمة على مدى الأسابيع الأربعة الأخيرة. إنه أمر غير منصف”.

حظي ترامب الذي وصف القضية بأنها مسيّسة بدعم شخصيات جمهورية بارزة وقفت خلفه بينما أدلى بتصريحاته للصحافيين خارج قاعة المحكمة.

تشمل هذه القائمة التي تتوسع عددا من النواب المرشحين ليتم اختيارهم من قبل ترامب في منصب نائب الرئيس مثل السناتور عن أوهايو جيه دي فانس وحاكم داكوتا الشمالية دوغ بورغوم.

ولن تجري أي إجراءات في المحكمة الجمعة إذ منح ترامب يوم عطلة لحضور حفل تخرج نجله بارون من المدرسة في فلوريدا.

وبعد استراحة الادعاء يمكن للدفاع أن يعرض قضيته علما بأن خبيرا في تمويل الحملات هو الشاهد الوحيد للدفاع حاليا.

لكن يدور نزاع بشأن استدعاء هذا الشاهد إذ أن الادعاء عارض الخطوة على اعتبار أن القاضي وحده المخول تفسير كيفية تطبيق القانون.

وعندما تبدأ هيئة المحلفين بمناقشة القضية، ستبقى الشهادات في أذهانهم لكن سيتعيّن عليهم أيضا النظر في العديد من الوثائق.

تستند التهم إلى سجلات مالية وبشأن إن كان تزويرها تم بنية التأثير على انتخابات 2016 الرئاسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى