ترقب قرار الفيدرالي الأميركي بعد فوز ترامب وتأثيره على السياسة النقدية
تتوجه أنظار الأسواق العالمية إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، في ظل تغيرات واسعة في توقعات مسار الفائدة بعد فوز الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات، ليصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.
هذا الحدث أعاد تشكيل التوقعات حول السياسة النقدية، حيث يترقب الجميع القرار بشأن أسعار الفائدة يوم غد.
و أظهرت البيانات الأخيرة الصادرة يوم الجمعة الماضي تراجعاً ملحوظاً في سوق العمل الأمريكي، إذ انخفضت الوظائف المضافة في القطاع غير الزراعي إلى 12 ألف وظيفة فقط في أكتوبر، وهو أدنى مستوى منذ عام 2020، مقارنة بـ 223 ألف وظيفة في الشهر السابق.
كما تباطأ مؤشر التضخم المفضل للفيدرالي – مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي – إلى 2.1% سنوياً في سبتمبر، مقترباً من هدف البنك المركزي. هذا التراجع في التضخم قد يدعم إمكانية خفض الفائدة لتخفيف الضغوط على سوق العمل.
ورغم تحسن السيطرة على التضخم، يبقى الاقتصاد الأمريكي قوياً مع مؤشرات إيجابية للنمو الاقتصادي، ما يجعل بعض الاقتصاديين يستبعدون احتمالية حدوث ركود ويدعم حجة تخفيض الفائدة لمواكبة تباطؤ سوق العمل.
و من ناحية أخرى، أثار فوز ترامب مخاوف من ارتفاع التضخم، خاصة وسط وعوده بسياسات قد تزيد من الضغط التضخمي، مما قد يعقد مهمة الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة بالمستقبل.
هذا الفوز، الذي أكدته نتائج المجمع الانتخابي بتجاوز ترامب 270 صوتًا مقابل 224 صوتًا للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، قد يؤدي إلى صعود التضخم بشكل غير متوقع، ويقيّد الفيدرالي مستقبلاً.
السيناريوهات المتوقعة لقرار الفيدرالي
السيناريو الأول (الأكثر ترجيحًا): أن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لدعم سوق العمل، مع تأكيد جيروم باول على الاستمرار في خفض تدريجي للفائدة، بمعدل 0.25% في كل اجتماع حتى منتصف عام 2025. من المتوقع أن يحد هذا السيناريو من قوة الدولار، إذ استفاد بالفعل من الدعم الناتج عن فوز ترامب.
السيناريو الثاني (الأقل ترجيحًا): خفض الفائدة بنفس المقدار، لكن مع إشارات من باول إلى تعليق تخفيض الفائدة في الاجتماعات القادمة. هذا التوجه قد يمنح الدولار دعماً أكبر مقارنة بالسيناريو الأول.
بهذه المعطيات، يبقى القرار المنتظر من الفيدرالي غداً محط أنظار الأسواق، في ظل التحديات التي فرضها فوز ترامب وتوقعات التضخم، وسط ترقب شديد لكلمة جيروم باول وتوجهات البنك للفترة القادمة.