ترامب وول ستريت: التوقعات والآثار المحتملة لانتخابات 2024 على الأسواق المالية
تتجدد التكهنات حول نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، وخاصة فيما يتعلق بفرص “دونالد ترامب” للفوز بولاية ثانية، مما يؤثر على حركة أسواق وول ستريت.
و تشير التوقعات الحالية إلى أن فرص فوز “ترامب” قد تصل إلى 60%، وهو ما يمثل تحولًا ملحوظًا مقارنة بانتخابات 2016، حيث كانت فرصته تقترب من 30% فقط، مما جعل فوزه في ذلك الوقت مفاجئًا للسوق.
في الانتخابات الماضية، أثار فوز “ترامب” حالة من عدم اليقين بشأن السياسات المحتملة لإدارته. ومع ذلك، تقلل تجربته في الولاية الأولى من هذا الشك، حيث أن خططه الانتخابية الحالية تظل متسقة مع وعوده السابقة، مثل خفض الضرائب وتخفيف القيود التنظيمية وفرض تعريفات جمركية جديدة.
من بين الفروق الأساسية بين الانتخابات الحالية و2016 هي تغير الظروف الاقتصادية. ففي العام 2016، كان التضخم تحت السيطرة، بينما تشير المؤشرات الاقتصادية اليوم إلى ارتفاع ملحوظ في عوائد السندات.
و في ذلك الوقت، أدى فوز “ترامب” إلى ارتفاع حاد في عوائد السندات، لكن من غير المرجح تكرار هذا السيناريو في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
فيما يتعلق بسوق الأسهم، شهدت فترة رئاسة “ترامب” الأولى ارتفاعًا مطولًا في الأسهم الأمريكية استمر لمدة 15 شهرًا.
ومع ذلك، فإن الأسعار الحالية تفوق تلك التي كانت قبل الانتخابات، ورغم إمكانية تحقيق السوق لأداء إيجابي، إلا أن التقييمات المرتفعة للأسهم قد تعيق أي زيادة مستقبلية.
بالنسبة للشركات الصغيرة، شهدت هذه الفئة انتعاشًا كبيرًا بعد فوز “ترامب” في 2016، ولكنها تعاني الآن من أداء متخلف على مر السنوات. وارتفاع تكاليف الاقتراض يعيق قدرتها على الحصول على التمويل بأسعار مناسبة، مما يؤثر سلبًا على قدرتها على زيادة رأس المال.
أما فيما يتعلق بالسياسات التجارية الحمائية، فإن هناك توترًا في الأسواق نتيجة للسياسات المحتملة لـ”ترامب”، حيث يتمتع بسلطة نسبية لفرض رسوم جمركية أعلى دون الحاجة إلى دعم من الكونغرس.
إن تحقيق الحزب الجمهوري لأغلبية في الكونغرس يعزز من قدرة “ترامب” على تنفيذ هذه السياسات.
تشير الدراسات التاريخية إلى أن الولايات المتحدة تتحمل العبء الأكبر من آثار التعريفات الجمركية، مما يؤثر على تجار التجزئة ويدفعهم لتحمل خسائر في الأرباح. ومع ذلك، فإن هذه الآثار قد تتلاشى مع مرور الوقت.
بشكل عام، قد تؤدي السياسات المعلنة من “ترامب” إلى تأثيرات غير متوقعة، مما يتطلب مراقبة دقيقة من قبل المستثمرين والمحللين لفهم ديناميكيات السوق في ظل هذه الظروف.