العملات

تراجع الين الياباني مع تعزيز توقعات رفع أسعار الفائدة

تراجع الين الياباني في أسواق العملات الآسيوية يوم الاثنين، مع بداية تعاملات الأسبوع، ليخسر بعض مكاسبه الأخيرة مقابل مجموعة من العملات العالمية.

وقد تراجع الين عن أعلى مستوى له في خمسة أسابيع مقابل الدولار الأمريكي، بسبب نشاط عمليات التصحيح وجني الأرباح من قبل المستثمرين.

وفي الوقت نفسه، فإن تراجع الين لم يكن مؤشراً على ضعف طويل الأمد، حيث ساعدت تعليقات أكثر تشددًا من محافظ البنك المركزي الياباني، “كازو أويدا”، في تعزيز الاحتمالات الخاصة برفع أسعار الفائدة اليابانية للمرة الثالثة هذا العام في الاجتماع المرتقب للبنك في 19 ديسمبر الجاري.

و من جهة أخرى، يضغط انتعاش العوائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات على مستويات الين الياباني، في ظل ترقب الأسواق لصدور بيانات هامة عن قطاع الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة لشهر نوفمبر.

هذا التفاعل بين الأسواق الأمريكية واليابانية يساهم في تقلبات الين في الأيام الأخيرة.

و ارتفع الدولار مقابل الين بنسبة 0.75% ليصل إلى 150.74 ين، من سعر افتتاح تعاملات اليوم عند 149.60 ين، مع تسجيل أدنى مستوى عند 149.47 ين.

خلال الأسبوع الماضي، سجل الين الياباني مكاسب قوية بنسبة 3.25% مقابل الدولار، مسجلًا أول مكسب أسبوعي في ثلاثة أسابيع، وأكبر زيادة أسبوعية منذ أواخر يوليو الماضي، مدعومًا بتوقعات رفع أسعار الفائدة اليابانية.

أما في نونبر الماضي، فقد حقق الين الياباني ارتفاعًا بنسبة 1.5% مقابل الدولار، ليعود إلى تسجيل المكاسب الشهرية بعد توقف مؤقت في أكتوبر، ما يعكس تأثيرات تحركات البنك المركزي الياباني.

و خلال عطلة نهاية الأسبوع، صرح محافظ بنك اليابان “كازو أويدا” بأن الزيادة التالية في أسعار الفائدة “باتت قريبة” بناءً على تحسن البيانات الاقتصادية التي تسير وفق التوقعات.

وأوضح أويدا أن الاقتصاد الياباني يشهد تحسنًا تدريجيًا مع زيادة الأجور، وهو ما يساهم في تعزيز التضخم بشكل مستدام، وهو شرط أساسي لرفع أسعار الفائدة.

ومع ذلك، أشار إلى أن هناك حاجة لمراقبة المخاطر الخارجية مثل تباطؤ الاقتصاد الصيني والاضطرابات الاقتصادية العالمية التي قد تؤثر على النمو الاقتصادي الياباني.

و في أعقاب تصريحات أويدا، ارتفعت احتمالات رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع 19 ديسمبر، من 55% إلى 60%. هذا التصعيد في التوقعات يعكس التفاؤل بشأن تعافي الاقتصاد الياباني وارتفاع الأجور الذي يعزز من فرص رفع الفائدة.

قال كبير الاقتصاديين في بنك “باركليز”، “كريستيان كيلر”، إن البيانات الاقتصادية الخاصة بالعمالة التي ستصدر هذا الأسبوع من المتوقع أن تظهر مزيدًا من النمو، مع مؤشرات قوية على جولة جديدة من مفاوضات الأجور التي من المقرر أن تبدأ في فبراير المقبل.

وأضاف كيلر أن الصورة المتعلقة بالأجور والتضخم لا تزال تدعم المزيد من زيادات أسعار الفائدة، ولكن قرار بنك اليابان بشأن رفع الفائدة في ديسمبر أو يناير المقبل لا يزال محل تساؤل ولم يُحسم بعد.

في ظل التوقعات بارتفاع أسعار الفائدة اليابانية، تظل التحركات في سوق العملات متقلبة، حيث يتعامل الين الياباني مع ضغوط من تحركات الأسواق العالمية، خاصة في ظل الارتفاعات في العوائد الأمريكية وبيانات الاقتصاد الأمريكي القادمة.

ومع استمرار تزايد الأمل في رفع الفائدة اليابانية، قد يكون من الصعب تحديد الاتجاه القادم للين، لكن التعليقات الإيجابية من بنك اليابان تضيف دعماً للعملة في الأجل المتوسط.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى