تراجع العملات الرقمية: هل يفقد سوق الكريبتو زخمه بعد وعود ترامب؟
شهدت العملات الرقمية، وفي مقدمتها البيتكوين، تقلبات حادة خلال الأيام الأخيرة، حيث سجلت أدنى مستوياتها في شهر، مقتربة من 91 ألف دولار في وقت مبكر من هذا الأسبوع.
تأتي هذه التقلبات في سياق عودة ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، بالإضافة إلى الأرقام الاقتصادية القوية في الولايات المتحدة التي عززت التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يواصل تقليص أسعار الفائدة بشكل تدريجي هذا العام.
عوامل أخرى أسهمت في تراجع السوق تشمل نفي الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، ما أثير حوله من تصريحات بشأن تخفيض الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة، وهو ما جعل العديد من المستثمرين يتراجعون عن الاستثمار في الأصول ذات المخاطر العالية، بما في ذلك العملات المشفرة.
ومع ذلك، سجلت العملات الرقمية مستويات تاريخية غير مسبوقة خلال الشهرين الماضيين، خصوصًا بعد فوز “ترامب” في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2024.
فقد تعهد “ترامب” أثناء حملته الانتخابية بتقديم دعم قوي لصناعة العملات المشفرة، بما في ذلك مقترحات لتحويل الولايات المتحدة إلى مركز عالمي لهذه الصناعة، فضلاً عن اقتراحه بإنشاء مخزون استراتيجي من البيتكوين في البلاد.
وقد أدت هذه الوعود إلى قفزة كبيرة في أسعار العملات الرقمية، حيث شهدت البيتكوين مكاسب ضخمة. لكن التحديات الحالية التي يواجهها السوق قد خفضت من زخم هذه العملات، مما دفعها إلى التراجع.
على الرغم من التراجع الحالي، يظل القلق يسيطر على المستثمرين، خاصة مع تساؤلات حول ما إذا كانت العملات الرقمية ستستعيد قوتها وتصل إلى مستويات جديدة كما كانت في فترة حكم ترامب.
من جانبهم، يرى المحللون أن ولاية ترامب الثانية قد تكون نقطة تحول بالنسبة للعملات الرقمية، خاصة إذا تم تقليص القيود التنظيمية على الصناعة، وهو ما أصبح أكثر ترجيحًا بعد تعيين بول أتكينز، المدافع البارز عن العملات المشفرة، رئيسًا للجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.
لقد استفادت البيتكوين بالفعل من فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية السابقة، حيث تجاوزت حاجز 100 ألف دولار، وتخطت عتبة 108 ألف دولار في ديسمبر 2024، وهو مستوى قياسي جديد.
مع توجه الإدارة الأمريكية الجديدة نحو مزيد من التساهل مع العملات الرقمية، يتوقع الكثيرون أن تدفع هذه السياسة السوق نحو مستويات قياسية جديدة.
هذا التفاؤل يعزز الآمال في استعادة العملات الرقمية لزخمها، خاصة بعد الأضرار الجسيمة التي شهدها السوق في عام 2022 عندما أدى انهيار بورصة “سام بانكمان فريد” إلى أزمة عالمية تسببت في هبوط البيتكوين إلى 16 ألف دولار.
تؤكد التقارير أن السياسة الاقتصادية للرئيس ترامب قد تساهم في دعم العملات الرقمية وزيادة الاستثمارات المؤسسية في القطاع، مما يفتح المجال أمام نمو إضافي للعملات المشفرة.
بعض التوقعات تشير إلى أن البيتكوين قد يصل إلى 200 ألف دولار بحلول نهاية 2025، بينما هناك من يعتقد أنها قد تتجاوز 250 ألف دولار.
ومع ذلك، يؤكد الخبراء على أن العملات الرقمية تظل من الأصول ذات المخاطر العالية التي تتأثر بشدة بالتقلبات الاقتصادية والاضطرابات السياسية. لذا، يجب أن يتم التعامل معها بحذر شديد، حيث يصعب التنبؤ بمستقبلها بدقة تامة.
