تحليل جولدمان ساكس لتجارة الغاز الطبيعي المسال بين أمريكا والاتحاد الأوروبي في ظل التهديدات السياسية

أصدرت سامانثا دارت، الرئيسة المشاركة لبحوث السلع العالمية في بنك جولدمان ساكس، مذكرة عملاء تناولت خمسة أسئلة رئيسية حول تجارة الغاز الطبيعي المسال بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

يأتي هذا التقرير في وقت حساس، حيث هدد الرئيس المنتخب دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي بفرض تعريفات جمركية إذا لم يزد من مشترياته من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي.

في منشور على منصة “Truth Social” يوم الجمعة الماضي، كتب ترامب: “أخبرت الاتحاد الأوروبي أنه يجب عليهم تعويض عجزهم الكبير مع الولايات المتحدة من خلال الشراء بشكل كبير من نفطنا وغازنا، وإلا فإننا سنواجه تعريفات جمركية على طول الطريق!!!”.

وفي سياق ذلك، أوضحت دارت لعملاء البنك أن الولايات المتحدة تُعد بالفعل أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا وأنها تمثل مصدرًا رئيسيًا لنمو المعروض.

وأشارت إلى أن استبدال الغاز الطبيعي المسال الروسي بالغاز الأمريكي يمكن أن يزيد من تكاليف الشحن ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار الأوروبية، مما قد يساهم في إعادة توجيه الشحنات.

وأضافت دارت أن مثل هذا التغيير في التجارة سيكون له تأثير ضئيل على إيرادات صادرات الغاز الأمريكي، حيث تظل القدرة التصديرية ثابتة.

ومع ذلك، فإن سياسة إزالة الكربون الأوروبية قد تؤثر على رغبة الشركات الأوروبية في التعاقد مع المصدرين الأمريكيين على المدى الطويل.

تطرقت دارت إلى خمسة أسئلة رئيسية حول تجارة الغاز الطبيعي المسال بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والتي توضح إمكانيات استبدال الغاز الروسي بالغاز الأمريكي:

كم يبلغ حجم الغاز الطبيعي المسال الأمريكي المصدر إلى أوروبا؟ بلغ متوسط صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكي 91 مليون طن في العام الماضي، حيث تم تسليم 47 مليون طن منها (51٪) إلى أوروبا. وارتفعت هذه الصادرات بشكل ملحوظ منذ أزمة الطاقة الأوروبية في 2022.

هل يتم بيع الغاز الطبيعي المسال الأمريكي في السوق الفورية أم عبر عقود؟ يتم بيع معظم الغاز الطبيعي المسال الأمريكي بموجب عقود طويلة الأجل، لكن هذه العقود توفر مرونة في تحديد وجهات الشحن. وهذا يتيح للمشترين إعادة توجيه الشحنات إلى أسواق ذات أسعار أعلى، كما حدث أثناء أزمة الطاقة الأوروبية.

ما هي نسبة واردات الغاز الطبيعي المسال الأوروبية من الولايات المتحدة؟ أصبحت الولايات المتحدة أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، حيث تمثل 46٪ من واردات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي في العام الماضي.

كما أن الولايات المتحدة تمثل المصدر الرئيسي لنمو واردات الغاز الأوروبي من حيث العقود طويلة الأجل.

هل يمكن للغاز الطبيعي المسال الأمريكي أن يحل محل الغاز الروسي؟ نظريًا، نعم. ولكن التحولات في التدفقات قد تؤدي إلى زيادة تكاليف الشحن، مع وجود مرونة في السوق قد تسمح بتحويل الشحنات، بينما ستظل القدرة التصديرية للولايات المتحدة دون تغيير.

كيف يمكن لأوروبا دعم صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية؟ يمكن لأوروبا دعم هذه الصادرات عبر توقيع عقود طويلة الأجل مع مشاريع الغاز الأمريكي المقترحة، مما يزيد من فرص الوصول إلى قرارات استثمارية نهائية لمشاريع التسييل. لكن أهداف إزالة الكربون الأوروبية قد تحد من اهتمام الشركات الأوروبية بهذه العقود.

في النهاية، يرى بنك جولدمان ساكس أن سياسة “أمريكا أولاً” التي يتبناها ترامب والتي تهدف إلى استبدال الغاز الروسي بالغاز الأمريكي في أوروبا “ممكنة نظريًا”، لكنها ستواجه تحديات في التنفيذ.