تحذيرات أوروبية من مخاطر الطيران في الأجواء الروسية بسبب نقص التنسيق العسكري
حذرت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران من المخاطر الجسيمة التي تهدد الطائرات التجارية في أجواء روسيا بسبب غياب التنسيق الكافي مع القوات العسكرية، وهو ما تجسد بوضوح في حادث تحطم طائرة أذربيجانية قبل فترة.
وأكدت الوكالة في نشرة أمنية حول مناطق النزاع، التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس، ضرورة تجنب الطيران فوق منطقة غرب المجال الجوي الروسي، التي كانت روسيا قد أغلقته في وجه شركات الاتحاد الأوروبي، رغم أن شركات الطيران الصينية والتركية والخليجية لا تزال تستفيد من استخدامه.
وتشمل المنطقة الخطرة التي أشارت إليها الوكالة “المنطقة الواقعة غرب خط الطول 60 شرقاً على جميع الارتفاعات ومستويات التحليق”، مع التأكيد على ضرورة تجنب الطيران فوق هذه المنطقة منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
وفي هذا السياق، أشارت الوكالة إلى أن النزاع في أوكرانيا يخلق مخاطر جسيمة على الطائرات المدنية، خصوصاً فيما يتعلق بإمكانية استهدافها “بطريقة غير متعمدة” بسبب نقص التنسيق بين السلطات المدنية والعسكرية عند تشغيل أنظمة الدفاع الجوي.
وأوضحت أن الحوادث التي وقعت في الأجواء التي لم تغلقها روسيا تظهر هذه المخاطر بشكل جلي، مشيرة إلى الحادث الذي تعرضت له الرحلة 8243 لشركة الخطوط الجوية الأذربيجانية، والتي أسفرت عن مقتل 38 شخصاً في ديسمبر الماضي أثناء رحلتها من باكو إلى غروزني.
من جانبها، نددت الوكالة الفيدرالية الروسية للطيران بما اعتبرته توصية “غير منطقية” من الاتحاد الأوروبي، متهمة إياها بأنها جزء من سياسة العقوبات الغربية ضد القطاع الجوي الروسي.
كما أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محادثاته مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف بأن الدفاع الجوي الروسي كان نشطاً أثناء محاولة الطائرة الهبوط في غروزني، لكنه لم يوضح ما إذا كان النظام المضاد للطائرات قد أصاب الطائرة بشكل مباشر.
فيما يتعلق بشركات الطيران الأوروبية، أظهرت الوكالة أنه لا توجد حالياً أي رحلات جوية تابعة لشركات أوروبية إلى روسيا، بعد أن أغلقت موسكو مجالها الجوي رداً على العقوبات الغربية.
ومع ذلك، تستمر بعض شركات الطيران الصينية والتركية والهندية والخليجية في التحليق عبر هذه الأجواء، مما يعرض طائراتها لمخاطر الحرب القائمة.
وتقتصر صلاحيات الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران على تقديم التوصيات، بينما يعود الأمر إلى السلطات الوطنية للطيران المدني في الدول المختلفة لتحديد ما إذا كان يجب حظر أو تقييد الطيران في بعض المناطق أو الدول.