تحديات غير مُعلنة في تداول النقد: أهمية تطوير التطبيقات البنكية لمواجهة هذه الأزمة
تظهر مشكلة تداول الأوراق المالية في المغرب، المعروفة أيضًا باسم “الكاش”، عمقًا كبيرًا يتطلب حلولًا جذرية وشاملة. عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، لا يقتصر على إلقاء اللوم على القطاع غير المهيكل، بل يعترف بأن المشكلة تتجاوز هذا البعد.
يبدو أن بنك المغرب يعتزم إجراء دراسة شاملة تهدف إلى استشارة جميع الأطراف المعنية، وذلك لفهم الأسباب وراء احتفاظ المغاربة بالنقد وتداوله.
ومن النقاط الرئيسية التي ينبغي أن تركز عليها هذه الدراسة هي ضرورة مواكبة الرقمنة، لا سيما في القطاع البنكي، لتقليل الاعتماد على النقد أو التخلص منه تدريجياً في المستقبل.
أصبح من الواضح أن المغاربة يستخدمون هواتفهم الذكية بشكل مستمر، ويستفيدون من التطبيقات المتنوعة بكل سهولة، حتى في المناطق النائية.
ولكن، هل نجحت تطبيقات البنوك في الوصول إلى جميع العملاء وتسهيل عمليات الدفع والتبادل الإلكتروني بالشكل الذي يسمح لهم باستخدامها بسهولة كما يفعلون مع تطبيقات المحادثة الفورية مثل “واتساب”؟
تواجه هذه التطبيقات أحد أهم التحديات، وهو اللغة المستخدمة. فمعظم تطبيقات البنوك تعتمد على اللغة الفرنسية، التي تبقى عقبة أمام عدد كبير من المغاربة البسطاء الذين يتحدثون اللغة العربية فقط.
رغم أن بعض التطبيقات تحتوي على واجهات باللغة العربية، إلا أنها غالبًا ما تتحول إلى الفرنسية عند بدء العمليات، مما يزيد من تعقيد التعامل معها.
اللغة تمثل مصدرًا كبيرًا للثقة بالنسبة للعملاء الذين لا يزالون يشعرون بالقلق حيال التعاملات الإلكترونية. لذا، فإن التطبيقات باللغة العربية ستكون أكثر قربًا وأسهل للفهم، مما يعزز الثقة في استخدامها.
تقنيًا، ليس من الصعب على البنوك اتخاذ خطوات لتحسين هذه الوضعية، لكن يبدو أن هناك ترددًا في ذلك. في ظل تفعيل التحويلات الفورية بين البنوك، التي أثرت بشكل كبير على التعاملات النقدية، يجب تبسيط التعامل مع هذه التطبيقات إلى أقصى حد ممكن.
الهدف هو أن تصبح عمليات التحويل آلية وسهلة، مما يدفع العملاء لتفضيلها على استخدام النقد، الذي يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين في بعض الأحيان.