تترقب الأسواق تعليقات رئيس الفيدرالي “باول”… فهل سيحسم مصير سعر الفائدة ؟
من المتوقع أن يختتم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اجتماعه مساء الأربعاء، مع انتظار المستثمرين تعليقات جيروم باول حول حالة الاقتصاد ومستقبل السياسة النقدية
ليس هناك أي فرصة تقريباً لأن يتحرك صناع السياسات في اتجاه أو آخر بشأن أسعار الفائدة , فقد أعطت أحدث البيانات مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي مزيدًا من الوقت لاتخاذ قرارات السياسة النقدية. التضخم، على الرغم من تباطؤه، لا يزال مرتفعا للغاية والاقتصاد ينمو بوتيرة مستدامة على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها منذ مطلع القرن
لذا فإن ما سيراقبه المستثمرون ليس قرار سعر الفائدة بحد ذاته، بل الإشارات التي ستأتي من رئيس مجلس الإدارة جيروم باول وبقية أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة حول الاتجاه المستقبلي فيما يتعلق بالسياسة النقدية
وعلى الرغم من جهود باول لتحقيق التوازن بين مكافحة التضخم ومحاولة التكيف مع تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على الاقتصاد، ظلت الأسواق حساسة للغاية. و ظلت الأسهم تترنح خلال الشهرين الماضيين، في حين تحوم عوائد سندات الخزانة حول أعلى مستوياتها منذ 16 عامًا
ومع تركيز الكثير من هذا القلق على المكان الذي ستتحرك فيه أسعار الفائدة والمدة التي سيبقيها بنك الاحتياطي الفيدرالي مرتفعة، فإن المؤتمر الصحفي الذي سيعقده باول بعد الاجتماع، إلى جانب بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، يمكن أن يحرك الأسواق
وفي خطابه الأخير، أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى أن التضخم سيستمر في الارتفاع بشكل ملحوظ. وأكد أنه “قد يكون من الضروري اعتماد المزيد من إجراءات تشديد السياسة النقدية”، مشيراً إلى أن سياسته الحالية ستستمر لفترة أطول
ومع ذلك، يظل من المهم أن نلاحظ أن قدرة بنك الاحتياطي الفيدرالي على التنبؤ بالمستقبل أثبتت عدم دقتها في السنوات الأخيرة، الأمر الذي أثار تساؤلات حول صحة هذه التوقعات. وفي عام 2021، ومع تسارع وتيرة التضخم، وصف باول الزيادات في الأسعار بأنها “ظرفية” ولا تتطلب استجابة فورية
واستمر هذا الوضع لمدة عام إلى أن اضطرت السلطات أخيرا إلى الاعتراف بأن التضخم كان أعلى من المتوقع، الأمر الذي أدى إلى أكبر ارتفاع في أسعار الفائدة منذ 40 عاما