تباطؤ نمو أسعار المنازل في أستراليا مع تراجع الطلب في الأسواق الرئيسية
شهدت أسعار المنازل في أستراليا ارتفاعًا بأبطأ وتيرة منذ ما يقرب من عامين، نتيجة لتراجع الأسعار في الأسواق الكبرى مثل سيدني وملبورن، وسط مخاوف بشأن القدرة على تحمل التكاليف وضعف الطلب من المشترين.
وفقًا لتقرير شركة الاستشارات العقارية “كورلوجيك”، سجلت سيدني انخفاضًا بنسبة 0.2% في نوفمبر مقارنة بالشهر السابق، وهو التراجع الشهري الثاني على التوالي.
كما تراجعت الأسعار في ملبورن، حيث سجلت المدينة انخفاضًا في 10 من أصل 12 شهرًا ماضية. وعلى مستوى المدن الكبرى بشكل عام، ارتفعت الأسعار بنسبة 0.1% فقط في نوفمبر، وهو أبطأ معدل نمو منذ فبراير 2023.
وفي تعليق له، قال تيم لوليس، مدير الأبحاث في “كورلوجيك”: “الانكماش في الأسعار يكتسب زخمًا في ملبورن وسيدني، بينما بدأت المدن المتوسطة الحجم، التي قادت دورة النمو في السوق مؤخراً، تفقد زخمها أيضًا”.
وأضاف أن مبيعات المنازل في المدن الكبرى خلال الأشهر الثلاثة الماضية كانت أقل بنسبة 4.6% مقارنة بالعام السابق.
وكانت سيدني قد سجلت أكبر انخفاض في حجم المبيعات، حيث تراجعت بنسبة 15.4% في الربع الأخير مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وتزامن هذا الانخفاض مع زيادة المعروض من المنازل، مما أدى إلى تدهور ظروف البيع خلال فصل الربيع، وفقًا لتقرير “كورلوجيك”.
وبالنظر إلى الوضع الاقتصادي الحالي، توقعت الشركة أن تواجه أسواق المنازل في أستراليا بداية ضعيفة لعام 2025. وأضافت أن استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي سيؤثر سلبًا على النشاط العقاري في الفترة المقبلة.
فيما يتعلق بالأسباب الكامنة وراء هذا التراجع، فقد أشار التقرير إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة ونقص المعروض من المساكن والنمو السكاني المتسارع قد أسهموا في خلق أزمة إسكان في بعض أجزاء البلاد، خاصة في سيدني، حيث أصبح شراء المنازل غير ممكن للكثيرين بسبب ارتفاع الأسعار التي أصبحت 13 مرة ضعف الدخل المتوسط.
من جانب آخر، شهد السوق العقاري نمواً في الطلب على الشقق الأقل تكلفة، حيث تفوقت على المنازل في أدائها خلال الفترة الأخيرة. ومع تباطؤ نمو الإيجارات إلى 5.3% بعد أن كان 8.1% في العام الماضي، أشار لوليس إلى أن “طفرة الإيجارات قد انتهت”، وهو ما يعكس تباطؤ وتيرة الارتفاع في أسعار الإيجارات في الفترة القادمة.