اقتصاد المغرب

تأثير أزمة المياه في شمال إفريقيا: هل تُفجِّر نزاعًا بين المغرب والجزائر؟

تُلقي أزمةُ ندرة المياه بظلالها القاتمة على مختلف أنحاء العالم، خاصةً في ظلّ التغيّرات المناخية المُتسارعة. وتُعدّ منطقة شمال إفريقيا من أكثر المناطق تضرّرًا من هذه الأزمة، ممّا يُثير قلق العديد من الخبراء والمختصين.

تناولت مجلة “جون أفريك” في مقالٍ حديثٍ لها إمكانية نشوب حربٍ على المياه بين المغرب والجزائر، وذلك في ظلّ الجفاف الحادّ الذي يُهدد المنطقة.

أشارتْ المجلة إلى أنّ حلّ أزمة المياه بين البلدين الجارين لا يمكن تحقيقه إلّا من خلال تعاونٍ إقليميٍّ فاعل، وذلك لأنّ كليهما يعتمد على الأنهار المشتركة لتلبية احتياجاته من المياه.

يرى بعضُ الخبراء أنّ حلّ الأزمة يكمن في إبرام اتفاقيةٍ إقليميةٍ لإدارة المياه، تضمن تقاسمًا عادلاً للموارد المائية بين المغرب والجزائر.

في المقابل، يُقترح خبراء آخرون حلولًا أخرى، مثل إعادة تأهيل البنى التحتية المائية أو حماية النظم الإيكولوجية المائية في كلا البلدين.

ويُشيرون إلى نماذجَ ناجحةٍ لتقاسم المياه على الصعيد الدولي، مثل نهري الدانوب والراين في أوروبا، ونهر السند في آسيا، ونهر السنغال في إفريقيا.

يُؤكّدُ الخبراء على أنّ حلّ أزمة المياه بين المغرب والجزائر ممكنٌ من خلال تبنّي نهجٍ دبلوماسيٍّ يُعزّز التعاون الإقليميّ في مجال إدارة الموارد المائية.

تجدر الإشارة إلى أنّ وزير الري الجزائري، طه دربال، كان قد صرّح في وقتٍ سابق أنّ تصرفات “بعض جيران الجزائر” أثرت على التوازن الإيكولوجي “وأضرت بالكائنات الحية”.

من جهته، يواصل المغرب جهوده الذاتية لمواجهة ندرة المياه من خلال تنفيذ العديد من المخططات والمشاريع، مثل محطات تحلية مياه البحر، دون أن يُشير إلى أيّ طرفٍ آخر كمُسبّبٍ للجفاف الذي يعاني منه.

ختامًا، تُعدّ أزمةُ المياه في شمال إفريقيا تحدّيًا كبيرًا يتطلّب حلولًا إقليميةً جماعيةً تُراعي مصالح جميع الأطراف. فاللجوء إلى الصراع لن يُفضي إلّا إلى مزيدٍ من المعاناة والدمار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى