بين البيتكوين وإنفيديا: سباق استثماري استثنائي في العقد الأخير
شهدت عملة البيتكوين، العملة الرقمية الأكثر شهرة عالميًا، طفرة كبيرة في قيمتها خلال عام 2024، حيث تجاوزت حاجز 100 ألف دولار لأول مرة قبل أن تتراجع قليلاً بفعل موجة تصحيحية.
ورغم هذا التراجع، استمرت البيتكوين في استقطاب اهتمام المستثمرين، مستقرّة فوق مستوى 90 ألف دولار.
خلال العقد الماضي، كانت البيتكوين واحدة من أفضل الاستثمارات عالميًا، حيث حققت عائدًا مذهلًا بلغ 26180%، ولم يتفوق عليها سوى سهم شركة التكنولوجيا العملاقة إنفيديا.
وفقًا لتشارلي بيليلو، كبير استراتيجيي السوق في “كرياتيف بلانينغ”، فإن سهم إنفيديا حقق مكاسب بلغت 28620% خلال السنوات العشر الماضية، مما يجعله الاستثمار الأكثر ربحية خلال هذه الفترة.
وخلال عام 2024، ارتفع سهم إنفيديا بنسبة تجاوزت 197%، مدفوعًا بتزايد الطلب على معالجات الذكاء الاصطناعي.
وقد أضافت الشركة 2.3 تريليون دولار إلى قيمتها السوقية، مما رفع إجمالي قيمتها إلى 3.35 تريليون دولار، لتصبح ثاني أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية.
البيتكوين لم تكتفِ بتحقيق مكاسبها الحالية؛ إذ تشير التوقعات إلى مستقبل واعد للعملة الرقمية. يتوقع بنك ستاندرد تشارترد البريطاني أن تصل قيمة البيتكوين إلى 200 ألف دولار بحلول نهاية عام 2025، مع احتمال تضاعف السوق الرقمية أربع مرات لتبلغ قيمتها الإجمالية 10 تريليونات دولار بحلول عام 2026.
من جانبه، يتنبأ رجل الأعمال والمؤلف روبرت كيوساكي بأن تصل البيتكوين إلى 500 ألف دولار في عام 2025.
مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يُتوقع أن تزدهر سوق العملات المشفرة، خاصة في ظل مواقفه المؤيدة لهذه الأصول.
ترامب أعرب عن دعمه للمستثمرين في العملات الرقمية، مشيرًا إلى أنه يهدف إلى جعل الولايات المتحدة مركزًا عالميًا للعملات المشفرة.
بين التفوق الاستثماري لسهم إنفيديا والطفرة القياسية للبيتكوين، يتضح أن العقد الأخير قد شهد تغيرًا جذريًا في المشهد الاستثماري العالمي. ومع تطور الذكاء الاصطناعي وازدهار الأصول الرقمية، يبدو أن المنافسة ستستمر بين هذين العملاقين لتقديم فرص استثمارية استثنائية في السنوات المقبلة.