بيتكوين والذهب.. معركة الملاذات الآمنة وسط تحذيرات بانهيار اقتصادي وشيك
عادت العملة المشفرة “البيتكوين” إلى دائرة الضوء، محدثةً جدلًا واسعًا بين خبراء المال حول مستقبلها وسط تقلبات السوق.
ففي حين يحذر إيلون ماسك من أزمة “البجعة السوداء” التي قد تهز النظام المالي العالمي، يرفع بيتر شيف، المدافع الصارم عن الذهب، صوته ضد التضخم المتصاعد، معتبرًا المعدن الأصفر الحامي الأساسي ضد الأزمات.
وفقًا لأحدث تقارير “جلاس نود”، سجلت البيتكوين مستوىً قياسيًا بلغ 69,000 دولار، متجاوزةً حواجز تقنية هامة مثل المتوسطات المتحركة لـ200 و111 يومًا، والتي لطالما ارتبطت بتحركات قوية للأسعار.
ولم يقتصر الأمر على ذلك؛ إذ شهدت البيتكوين تدفقات رأسمالية بلغت 21.8 مليار دولار خلال الثلاثين يومًا الماضية، ما رفع القيمة السوقية إلى مستوى قياسي بلغ 646 مليار دولار، مما يدل على قوة السيولة كمحرك أساسي للسوق.
و في ظل هذا الزخم الإيجابي، يقدم إيلون ماسك رؤية أكثر تشاؤمًا، محذرًا من مخاطر الديون الأمريكية المتزايدة وتداعيات التضخم.
ويؤكد على أهمية التحسب لأزمة غير متوقعة: “البجعة السوداء قد تأتي في أي وقت، ولذا علينا الاستعداد لكل الاحتمالات.”
و من جهة أخرى، يرى بيتر شيف أن البيتكوين ليست بديلاً آمنًا. ويرى أن المعدن الأصفر يظل الملاذ الأمثل في ظل الأزمات الاقتصادية، مستندًا إلى تراجع قيمة العملات الورقية بفعل السياسات النقدية الحالية.
“نشهد بداية موجة صعود قوية للذهب”، يعلن شيف، مضيفًا أن استقرار الذهب في ظل الأزمات يعزز مكانته كمخزن للقيمة.
إذاً، في هذه الأوقات المضطربة، أين يتجه المستثمر؟ بينما تحتفي “جلاس نود” بإنجازات البيتكوين ويرفع ماسك من مستوى التحذير تجاه الأزمة الاقتصادية القادمة، يبقى شيف متشبثًا بالذهب كملاذ آمن.
الأمر يتطلب من المستثمرين اتخاذ قرار واعٍ: هل يراهنون على الثورة الرقمية للبيتكوين أم يثقون في استقرار الذهب؟
هذه الخيارات تعكس تبايناً عميقاً في استراتيجيات الاستثمار. في نهاية المطاف، يبقى القرار بيد المستثمر لرسم مساره الخاص بين الفرص والمخاطر في سوق تتأهب للعواصف.