بورصة الدار البيضاء..عصر جديد يقوده المستثمرون الأفراد
بحلول نهاية الربع الثاني من عام 2024، تكشف البيانات المتعلقة بمستثمري بورصة الدار البيضاء عن تحول لافت في ديناميكيات السوق، حيث شهدت مشاركة المستثمرين الأفراد زيادة كبيرة، مما يعكس تزايد قوتهم المؤثرة في سوق الأوراق المالية المغربية.
وفقاً للإحصائيات الأخيرة التي نشرتها الهيئة المغربية لسوق الرساميل في العدد الحادي عشر من مجلة “سوق رأس المال”، لوحظ ارتفاع ملحوظ في نشاط المستثمرين الأفراد.
فقد بلغت حصتهم في حجم التداول في السوق المركزية 27% في الربع الثاني من 2024، مقارنة بـ 11% في نفس الفترة من العام السابق.
ويعكس هذا الارتفاع البالغ 16 نقطة مئوية تجدد الاهتمام من قبل الأفراد في سوق الأسهم خلال العام الأخير.
ورغم هذه الزيادة، تظل الهيئات الكبرى مثل “التوظيف الجماعي للقيم المنقولة” (OPCVM) والأشخاص الاعتباريين تشكل النسبة الأكبر من حجم التداول، حيث تصل حصتها مجتمعة إلى 63% من إجمالي السوق.
وفيما يتعلق بالمستثمرين الأجانب، فبقي دورهم محدوداً، إذ يسهم الأفراد الأجانب بنسبة 6% فقط، في حين لا تتجاوز مساهمة الكيانات الأجنبية 1%.
ومن جهة أخرى، أظهرت بيانات عدد الحسابات المالية المفتوحة من قبل الأفراد المقيمين نمواً كبيراً، حيث وصل العدد إلى 169,863 حساباً في الربع الثاني من 2024، مقارنة بـ 152,676 حساباً في نفس الفترة من العام الذي قبله.
ويعود هذا التوجه جزئياً إلى الاكتتابات العامة الأخيرة التي حفزت المشاركة الفردية في البورصة. كما أن تطور وسائل التداول عبر الإنترنت التي أصبحت أكثر توافراً وسهولة قد أسهمت بشكل كبير في هذا النمو، حيث تشكل الطلبات الإلكترونية الآن 67.83% من إجمالي الطلبات في السوق المركزية، مع زيادة سنوية لافتة بلغت 69.48%.
ومن أبرز الأمثلة على هذا الاهتمام المتزايد كان الاكتتاب العام الأولي لمجموعة CMGP في دجنبر، الذي وصفه طارق الصنهاجي، المدير العام لبورصة الدار البيضاء، بأنه “الأكثر شعبية في الـ 15 سنة الماضية”.
وقد حقق الاكتتاب نجاحاً استثنائياً، حيث تم تجاوزه بأكثر من 40 مرة، وشهد مشاركة 33,700 مستثمر من 41 جنسية، مما يعكس زيادة غير مسبوقة في الاهتمام من قبل الأفراد والمستثمرين الأجانب.
