بوتين يوجه بتعزيز التعاون مع الصين في مجال الذكاء الاصطناعي
في خطوة تعكس توجهًا استراتيجيًا جديدًا، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توجيهات للحكومة وأكبر بنك في البلاد، سبير بنك، لتكثيف التعاون مع الصين في مجال الذكاء الاصطناعي. جاء ذلك وفقًا لما ذكرته وكالة تاس الروسية يوم الأربعاء.
و تأتي هذه التوجيهات في وقت تواجه فيه روسيا تحديات كبرى في الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة، نتيجة للعقوبات الغربية الصارمة.
هذه العقوبات، التي فرضتها دول غربية للحد من قدرات روسيا في دعم حربها ضد أوكرانيا، أدت إلى توقف شركات تصنيع الرقائق الدقيقة العالمية عن تصدير منتجاتها إلى روسيا.
وبسبب هذه القيود، تقلّصت طموحات موسكو في مجال الذكاء الاصطناعي بشكل كبير، حيث تعتمد هذه التكنولوجيا على تقنيات متقدمة في تصنيع الشرائح الدقيقة، وهي موارد باتت شبه مستحيلة الحصول عليها بسبب الحظر الغربي.
في ظل هذا الوضع، يبدو أن التعاون مع الصين يمثل حلاً عمليًا بالنسبة لروسيا. تُعد الصين واحدة من الدول الرائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الرقائق الدقيقة، مما يجعلها شريكًا محوريًا لموسكو في مواجهة العقوبات الغربية.
سبير بنك، الذي يُعتبر أحد الركائز الرئيسية في الاقتصاد الروسي، سيلعب دورًا محوريًا في تنفيذ هذه التوجيهات، إذ يمتلك البنك مشاريع عديدة تتعلق بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية.
التقارب المتزايد بين روسيا والصين في المجالات التكنولوجية يعكس تحولًا كبيرًا في السياسات الروسية. كما يعكس رغبة موسكو في تقليل اعتمادها على التكنولوجيا الغربية، وتعزيز شراكتها مع الدول التي تتبنى سياسات أكثر استقلالية عن المعسكر الغربي.
رغم العقبات التي تواجهها موسكو، فإن تعزيز التعاون مع الصين قد يوفر لروسيا فرصة لاستعادة بعض طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل استمرار العقوبات الغربية.
ومع ذلك، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة هذا التعاون على تعويض الخسائر التكنولوجية التي تكبدتها روسيا في السنوات الأخيرة.
يظهر توجه روسيا نحو الصين كخطوة ضرورية في ظل العزلة التكنولوجية التي فرضتها عليها العقوبات الغربية. ويبقى التعاون بين البلدين في مجال الذكاء الاصطناعي مؤشرًا على تعميق التحالف بين موسكو وبكين في مواجهة الضغوط الغربية المتزايدة.