الاقتصادية

بريطانيا وألمانيا تساهمان في التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة في 2024

في عام 2024، حققت كل من بريطانيا وألمانيا إنجازاً بيئياً كبيراً من خلال تسجيل مستويات قياسية في إنتاج الكهرباء من المصادر النظيفة.

حيث سجلت الطاقات المتجددة، مثل الرياح والطاقة الشمسية، أرقاماً غير مسبوقة في كلا البلدين، مما يبرز تقدمهم الملحوظ في الانتقال نحو مصادر الطاقة المستدامة.

ويأتي هذا التحول في وقت تسعى فيه الدول الأوروبية لتقليص اعتمادها على الوقود الأحفوري ومكافحة التحديات البيئية المرتبطة بالتغير المناخي.

في ألمانيا، شكلت الطاقات المتجددة نحو 59% من إجمالي إنتاج الكهرباء في 2024، مقارنة بـ 56% في العام السابق. ورغم أن ألمانيا دخلت عام 2024 دون الطاقة النووية، فإن حصة الطاقة المتجددة ارتفعت بفضل تقدم كبير في استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

و كانت طاقة الرياح أكبر مصدر للكهرباء في البلاد، حيث مثلت 31.9% من إجمالي الإنتاج، في حين انخفضت حصة الفحم إلى أقل من 23% مقارنة بـ 26% في 2023.

من جهة أخرى، ارتفعت حصة الغاز الطبيعي إلى 13.2% من الإنتاج الإجمالي، بعد أن كانت 8.6% في العام الماضي.

وتواصل ألمانيا تقدمها نحو تحقيق هدفها في أن تشكل الطاقات المتجددة 80% من إمداداتها الطاقية بحلول 2030، مع خطة للتخلص التدريجي من الفحم بحلول 2035.

وفي المجمل، أنتجت ألمانيا 431.7 تيراواط/ساعة من الكهرباء في 2024، مسجلة انخفاضاً بنسبة 4.2% مقارنة بالعام السابق، مع ارتفاع في الواردات وانخفاض في الصادرات.

في بريطانيا، كانت الطاقات المتجددة مسؤولة عن 45% من الكهرباء المنتجة في 2024، بينما شكل النفط والغاز والفحم مجتمعة 29% فقط.

وقد شهدت بريطانيا في أكتوبر 2024 إغلاق آخر محطة كهرباء تعمل بالفحم، مما جعلها أول دولة من مجموعة السبع الكبرى تخرج بالكامل من استخدام الفحم في توليد الكهرباء. وقد تزامن هذا مع إعلان الحكومة العمالية في نوفمبر عن خطط لحظر المناجم الجديدة للفحم.

واستمر الغاز الطبيعي في كون المصدر الأكبر للكهرباء في بريطانيا خلال العام 2024، إلا أن التوقعات تشير إلى أن طاقة الرياح ستتجاوز الغاز في إنتاج الكهرباء هذا العام. كما سجلت الطاقة النووية 13% من إنتاج الكهرباء في بريطانيا، في حين بلغت واردات الكهرباء 11%.

تسعى حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر إلى تحقيق خفض كبير في انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 81% مقارنة بمستويات عام 1990 بحلول عام 2035، في إطار خططها نحو تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050.

وتعد المملكة المتحدة من الدول الرائدة في مجال التحول إلى الطاقة منخفضة الكربون، وهي تسعى للاستفادة من هذا التحول في مواجهة الأزمة الناتجة عن ارتفاع فواتير الطاقة جراء غزو روسيا لأوكرانيا في 2022.

رغم التقدم الكبير الذي حققته كل من بريطانيا وألمانيا في مجال الطاقة المتجددة، لا تزال فواتير الطاقة مرتفعة، ويواجه كلا البلدين تحديات مرتبطة بالظروف الجوية القاسية في بداية العام.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى