اندماج النساء في سوق الشغل بالمغرب..تقدم ملحوظ لكن التحديات لا تزال قائمة
كشفت دراسة حديثة من البنك الدولي عن واقع اندماج النساء في سوق العمل المغربية، حيث تبين أن “الدولة عملت بشكل كبير على تيسير دخول النساء إلى سوق العمل خلال العقدين الماضيين، ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة ملحة للمزيد من الجهود في هذا الصدد”.
تسلط الدراسة، التي تحمل عنوان “مشاركة النساء في سوق العمل بالمغرب: القيود والتدابير ذات الأولوية”، الضوء على دور الملك محمد السادس في تعزيز مشاركة النساء في شؤون البلاد، وتحفيز تنفيذ خطط وطنية لتقليل الفجوات بين الجنسين في مجالات التعليم والوصول إلى الخدمات الأساسية.
وأظهرت الدراسة أنه في عام 2018، كانت نسبة النساء اللاتي تزيد أعمارهن عن 15 عامًا ويشاركن في سوق العمل أو يبحثن عن عمل تبلغ 23.2٪ فقط، مقارنة بالمتوسط الإقليمي لشمال أفريقيا البالغ 19.8٪، بينما تبلغ النسبة العالمية المتوسطة 57.6٪. وحدد النموذج التنموي هدفًا بنسبة 45٪ لمشاركة النساء في سوق العمل بحلول عام 2035.
وأشارت الدراسة إلى أن 70٪ من الرجال كانوا نشطين اقتصاديًا في عام 2018، مما يجعل هذه الأرقام مقلقة، خاصة مع تقدم الاقتصاد المغربي خلال العقدين الماضيين. ولفتت إلى أن ديناميات التوظيف بين عامي 2001 و 2018 اختلفت بين المناطق الحضرية والريفية، حيث ارتفعت نسبة النساء العاملات في المناطق الحضرية بنسبة 35٪ قبل أن تنخفض بين عامي 2010 و 2018 في قطاعات مثل النسيج والزراعة.
وأوضحت الدراسة أن العمل النسائي يتركز في عدد قليل من القطاعات، حيث تبلغ نسبة المشاركة في قطاع الزراعة 51٪، وفي قطاع الخدمات 30٪. ولا يزال للعلاقة بين عمل المرأة ومستواها التعليمي تأثير، حيث يتمتع النساء ذوات التعليم العالي بفرص أفضل في سوق العمل.
وبالنسبة للنساء في المناطق الريفية، فإن معظمهن ذوات تعليم محدود، مما يجعل نسبة الوصول إلى فرص العمل أقل بكثير مقارنة بالمناطق الحضرية. وتتراوح هذه النسبة ما بين 82٪ في المناطق الحضرية و9٪ في الريف، وينبغي ملاحظة أن بعض النساء في الريف يعملن بدون أجر.