انخفاض أسعار المواد الغذائية العالمية: فرصة للمغرب لتعزيز الميزان التجاري
في بداية عام 2024، أظهرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) انخفاضًا في أسعار المواد الغذائية عالميًا، ما دفع بالمؤشر الخاص بها إلى الانخفاض بنسبة 1% خلال الشهر الماضي. هذا التراجع يأتي في إطار انخفاض عام لأسعار المواد الغذائية بنسبة 13.7% في نهاية العام الماضي.
من بين العوامل التي ساهمت في هذا التراجع هو انخفاض أسعار الحبوب واللحوم، مما تسبب في تعويض الزيادة في أسعار السكر. وقد سجل مؤشر أسعار الحبوب انكفاءً بنسبة 2.2% في يناير، ويرجع هذا التطور إلى تنافس شديد بين الدول المصدرة وموسم الحصاد في دول النصف الجنوبي.
فيما يتعلق بالمغرب، فقد شهد انخفاضًا في واردات القمح بنسبة 25.3%، مما ساهم في تحسين الميزان التجاري للبلاد. وبتوقعات لتحسن الإنتاج العالمي للحبوب في عام 2023، فإن المغرب يمكن أن يكون من بين المستفيدين من استمرار تراجع أسعار الحبوب، مما يسهم في استقرار ميزانه التجاري وتخفيف الضغوط على الميزانية العامة.
مع ذلك، فإن الوضع الاقتصادي في المغرب لا يمكن تفسيره بالكامل بتحركات الأسعار العالمية، بل يتأثر أيضًا بالعوامل الداخلية مثل التغيرات المناخية والاختيارات السياسية والميزانية. لذلك، يجب على الحكومة المغربية أن تواصل جهودها لتعزيز الفلاحة التسويقية وتحسين البنية التحتية الزراعية، لضمان استدامة وازدهار القطاع الزراعي والاقتصادي في المستقبل.