اليورو يتعافى من أدنى مستوياته في 26 شهرًا وسط ترقب بيانات التضخم الألمانية
سجل اليورو ارتفاعاً طفيفاً في الأسواق الأوروبية يوم الجمعة، مستفيداً من عمليات شراء محدودة بعد التراجع إلى أدنى مستوى له منذ 26 شهراً مقابل الدولار الأمريكي.
ويأتي هذا الارتفاع ضمن محاولات التعافي من المستويات المتدنية، في ظل نشاط نسبي للشراء عند الأسعار المنخفضة.
رغم هذا التعافي الطفيف، لا يزال المستثمرون متحفظين بشأن بناء مراكز شرائية كبيرة، بانتظار صدور بيانات التضخم الألمانية لشهر دجنبر.
وستكون هذه البيانات حاسمة لفهم مدى استمرارية الضغوط التضخمية في أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو، وتأثيرها على السياسات النقدية المستقبلية للبنك المركزي الأوروبي.
ارتفع اليورو بنسبة 0.15% مقابل الدولار، ليصل إلى 1.0318$ مقارنة بسعر افتتاح التعاملات عند 1.0302$، بينما سجل أدنى مستوى عند 1.0294$.
أنهى اليورو تعاملات الجمعة على مكاسب بنسبة 0.45% مقابل الدولار، وهي أول مكسب له خلال أربعة أيام، محاولاً التعافي من أدنى مستوى له في 26 شهراً عند 1.0223$.
تكبد اليورو خسارة أسبوعية بنسبة 1.1% مقابل الدولار، لتكون هذه خامس خسارة أسبوعية متتالية وأكبر انخفاض أسبوعي منذ نوفمبر الماضي.
ويعزى ذلك إلى تصاعد مخاوف الأسواق بشأن اتساع الفجوة بين أسعار الفائدة الأوروبية والأمريكية لصالح الولايات المتحدة.
تشير التقديرات الحالية إلى احتمالية خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير، مع استقرار هذه الاحتمالات عند 65%.
وتتوقع الأسواق أن يصل سعر الفائدة الرئيسي للبنك إلى حوالي 1.75% بحلول نهاية عام 2025، وهو الحد الأدنى للتوقعات الرسمية للبنك المركزي الأوروبي.
يبقى اليورو تحت ضغط بسبب التباين الكبير بين سياسات الفائدة الأوروبية والأمريكية، حيث يواصل الاحتياطي الفيدرالي سياسة التشديد النقدي بوتيرة أسرع.
ومع ذلك، فإن بيانات التضخم الألمانية القادمة قد تلعب دوراً رئيسياً في تحديد اتجاه العملة الأوروبية خلال الفترة المقبلة، حيث ستعكس مدى جدية الضغوط التضخمية وتأثيرها على قرارات البنك المركزي الأوروبي.
