الين يهبط لأدنى مستوى فى 34 عامًا ..هل تتدخل الحكومة اليابانية؟
تراجع الين الياباني على نطاق واسع بالسوق الأسيوية يوم الاثنين مقابل سلة من العملات العالمية ،ليستأنف خسائره التي توقفت مؤقتًا يوم الجمعة مقابل الدولار الأمريكي ،مسجلاً أدنى مستوى فى 34 عامًا ،بسبب انحسار المخاوف من تفاقم المواجهة العسكرية بين إسرائيل و إيران.
وبعدما فقد الين الياباني التداول دون حاجز 152 ينًا لكل دولار أمريكي ،لم تدخل الحكومة اليابانية لحماية العملة المحلية من الضعف المفرط ،وعلى ما يبدو أن هذا التدخل لن يحدث فى وقت قريب!
والعملة اليابانية على وشك فقد التداول دون حاجز 154 ينًا لكل دولار أمريكي ،وذلك لأول مرة منذ عام 1990 ،نتيجة الضغط الشديد الناجم عن فروق أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة.
سعر صرف الين الياباني اليوم :ارتفع الدولار مقابل الين بحوالي 0.5% إلى (153.74¥) الأعلى منذ عام 1990 ، من سعر افتتاح تعاملات اليوم عند (153.03¥)، و سجل أدنى مستوى عند (152.96¥).
•حقق الين بنهاية تعاملات الجمعة ارتفاع بأقل من 0.1% مقابل الدولار ، فى أول مكسب فى غضون الثلاثة أيام الأخيرة ،بفضل نشاط عمليات شراء العملة كملاذ آمن ،بسبب تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران.
و فقد الين نسبة 1.1% الأسبوع الماضي مقابل الدولار ،فى ثاني خسارة أسبوعية على التوالي ،بسبب القفزة الواسع فى العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات.
و أطلقت إيران في مطلع الأسبوع طائرات مسيرة وصواريخ ردًا على ما قالت إنه هجوم إسرائيلي على قنصليتها في دمشق. وتسببت العملة العسكرية الإيرانية في أضرار متواضعة فى إسرائيل.
وقالت إيران إنه “يمكن اعتبار الضربة العسكرية قد انتهت”، فيما أبلغ الرئيس الأمريكي”جو بايدن” رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” أن الولايات المتحدة لن تدعم شن هجوم إسرائيلي مضاد على إيران.
و حذرت السلطات اليابانية مرارًا وتكرارًا خلال الأسابيع الأخيرة من أنها لن تستبعد اتخاذ أي خطوات للتعامل مع التقلبات المفرطة للين. ورغم تلك التحذيرات فلم يحدث تدخل فعلي لحماية الين من الضعف المفرط ،خاصة بعد التداول دون حاجز 152 ينًا لكل دولار أمريكي لأول مرة منذ عام 1990.
وعلى ما يبدو أن الحكومة اليابانية ترغب فى تعزيز تنافسية الصادرات اليابانية عبر جعل المنتجات اليابانية أكثر جاذبية من خلال تخفيض تكلفتها بالعملات الأجنبية ، بالإضافة إلى رغبة الحكومة فى زيادة التضخم وتحفيز النشاط الاقتصادي فى البلاد.
فروق أسعار الفائدة بين اليابان و الولايات المتحدة مستقرة فى الوقت الحالي عند 540 نقطة أساس ،بأقل فروق منذ يونيو 2023. تلك الفروق مرشحة للاستمرار ثابتة دون أي تغيير لأطول فترة ممكنة هذا العام ،وهو ما يضغط بالسلب على سعر صرف الين الياباني.
حيث أصبحت الأسواق أكثر اقتناعًا حاليًا حول صعوبة قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتخفيف السياسة النقدية وخفض أسعار الفائدة ابتداءً من اجتماع يونيو القادم ،خاصة بعد بيانات التضخم الأخيرة الصادرة فى الولايات المتحدة ،والتي توضح أن معركة التضخم لم تنتهي بعد فى اكبر اقتصاد فى العالم.