الين الياباني يواصل التراجع وسط توقعات بتثبيت أسعار الفائدة
شهد الين الياباني انخفاضًا جديدًا في التداولات الآسيوية يوم الثلاثاء أمام مجموعة من العملات الرئيسية والثانوية، حيث واصل خسائره لليوم السابع على التوالي أمام الدولار الأمريكي.
ويتداول الين حاليًا قرب أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع، وسط توقعات بتثبيت بنك اليابان المركزي أسعار الفائدة في اجتماعه الأخير لعام 2024.
و تشير تقارير إعلامية إلى أن بنك اليابان المركزي يميل إلى الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة دون تغيير. يأتي ذلك في ظل تراجع الضغوط التضخمية مدعومًا بانتعاش قيمة الين في الفترة الأخيرة.
ورغم الجدل داخل مجلس إدارة البنك بشأن ضرورة رفع أسعار الفائدة، يفضل صناع السياسات التريث وتحليل المؤشرات الاقتصادية المتعلقة بالأجور والمخاطر الخارجية قبل اتخاذ أي قرارات حاسمة.
وارتفع الدولار بنسبة 0.2% مقابل الين ليصل إلى 154.34¥، مقارنة بسعر افتتاح عند 154.10¥ وأدنى مستوى مسجل عند 153.80¥.
كماتراجع الين بنسبة 0.35% أمام الدولار، مسجلًا أطول سلسلة خسائر يومية منذ يونيو الماضي، حيث بلغ أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 154.47¥.
و من المقرر أن يجتمع بنك اليابان المركزي يوم الأربعاء لمناقشة السياسة النقدية الملائمة للوضع الاقتصادي في اليابان، ثالث أكبر اقتصاد عالمي.
وتشير التوقعات إلى أن البنك سيبقي على أدواته النقدية دون أي تغييرات كبيرة، فيما يُتوقع الإعلان عن القرارات النهائية يوم الخميس.
بحسب تصريحات خمسة مصادر مطلعة نقلتها وكالة “رويترز”، يسعى بنك اليابان إلى تخصيص وقت إضافي لدراسة المخاطر الاقتصادية العالمية ومراقبة بيانات الأجور لعام 2025 قبل اتخاذ قرار برفع الفائدة.
ويعكس هذا النهج حذر البنك في ظل تضخم معتدل يسمح بمزيد من التدقيق في المعطيات الاقتصادية.
يرى بعض أعضاء مجلس الإدارة أن اليابان قد استوفت الشروط لرفع أسعار الفائدة في ديسمبر، لكن القرار النهائي سيعتمد على رؤية كل عضو لإمكان تحقيق ارتفاعات مستدامة في الأسعار مدفوعة بزيادة الأجور.
صرح أحد المصادر بأن الوضع الاقتصادي الحالي لا يتطلب رفع أسعار الفائدة على الفور، فيما أكد آخر أن التضخم المعتدل يمنح البنك وقتًا إضافيًا لتحليل البيانات المتاحة.
يبدو أن بنك اليابان يتجه نحو التريث في تعديل سياساته النقدية، في ظل تراجع الضغوط التضخمية وغياب إشارات قوية لارتفاع مستدام في الأجور. هذا الحذر ينعكس على أداء الين الياباني في الأسواق، مما يجعله تحت ضغط مستمر أمام الدولار والعملات الرئيسية الأخرى.