العملات

الين الياباني يشهد ارتفاعًا صاروخياً مدفوعًا بانهيار صفقات “كاري تريد”

ارتفع الين الياباني على نطاق واسع خلال التعاملات في السوق الآسيوية يوم الخميس مقابل سلة من العملات العالمية، موسعًا مكاسبه القوية لليوم الرابع على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، مسجلاً أعلى مستوى في شهرين ونصف.

جاء ذلك بسبب تسارع تفكيك صفقات “الكاري تريد” قبل اجتماع بنك اليابان، بالإضافة إلى التسعير الكامل لاحتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في سبتمبر المقبل.

تدعمت تلك المكاسب أيضًا بتسارع مستويات الطلب على الين الياباني كملاذ آمن في ظل موجة الهبوط الحادة التي تسيطر على أسهم شركات التكنولوجيا في معظم أسواق الأسهم العالمية.

وسط الشعور بالارتياح حيال الانتعاش الحاد في مستويات العملة المحلية، امتنع مسؤولو الحكومة اليابانية عن التعليق على التحركات الحالية للين في سوق صرف العملات الأجنبية.

و تراجع الدولار مقابل الين بنسبة 1.05% إلى (152.23¥)، الأدنى منذ 3 مايو الماضي، من سعر افتتاح تعاملات اليوم عند (153.85¥)، وسجل أعلى مستوى عند (153.97¥).

و حقق الين الياباني يوم الأربعاء ارتفاعًا بنسبة 1.1% مقابل الدولار الأمريكي، في ثالث مكسب يومي على التوالي، وبأكبر مكسب يومي منذ 17 يوليو الجاري، وسط تسارع عمليات تغطية مراكز بيع ضخمة.

الكاري تريد أو تجارة المناقلة هي واحدة من أفضل وأهم الاستراتيجيات التي يعتمد عليها الكثير من الخبراء والمتداولين في عالم التداول.

وهي وسيلة لبناء مراكز تداول طويلة المدى بغرض الاستفادة من الفروق في أسعار الفائدة بين العملات في سوق الفوركس.

تتم صفقات “الكاري تريد” في سوق الفوركس عن طريق قيام المتداول ببيع عملة منخفضة العائد وشراء عملة مرتفعة العائد، مع تمويل مركز التداول بشكل يومي أو أسبوعي أو لأي فترة زمنية يختارها المتداول، مما يتيح له الاستفادة من الفارق في أسعار الفائدة.

يطلق على العملة منخفضة الفائدة لقب “عملة التمويل” والعملة مرتفعة الفائدة “عملة العائد”. في زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني، عملة العائد هي الدولار الأمريكي وعملة التمويل هي الين الياباني.

حيث يقترض المتداول بالين الياباني “منخفض العائد” عبر النقاط الآجلة في كل يوم أو كل أسبوع، أو أي فترة زمنية أخرى يختارها المتداول، ثم يقوم بإقراض الدولار الأمريكي “مرتفع العائد” عبر النقاط الآجلة.

إذا افترضنا أن عائدات العملة منخفضة العائد ستواصل الانخفاض أو أن عائدات العملة مرتفعة العائد ستواصل الصعود، فإن تمويل هذه الصفقة بشكل يومي يعتبر طريقة سهلة لتحقيق الأرباح.

و تتسارع حاليًا عمليات تفكيك مراكز الكاري تريد طويلة الأجل على العملة اليابانية، بسبب التكهنات القوية حول اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الياباني المقرر الأسبوع المقبل.

قالت مصادر لوكالة “رويترز” إن البنك المركزي الياباني من المرجح أن يناقش ما إذا كان سيرفع أسعار الفائدة ويكشف النقاب عن خطة لخفض مشتريات السندات إلى النصف تقريبًا في السنوات المقبلة، مما يشير إلى عزمه على التراجع بشكل مطرد عن حوافزه النقدية الضخمة.

وفي المقابل، رفعت بيانات اقتصادية ضعيفة عن النشاط الصناعي في الولايات المتحدة خلال يوليو احتمالات قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس في سبتمبر المقبل من 94% إلى 100% وفي نوفمبر من 98% إلى 100%.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى