الين الياباني يتراجع مجدداً بضغط من ارتفاع العائد على السندات الأمريكية
تراجع الين الياباني في الأسواق الآسيوية يوم الجمعة أمام مجموعة من العملات الرئيسية والثانوية، مواصلاً خسائره لليوم الرابع على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، ليبتعد عن أعلى مستوى له في سبعة أشهر.
يأتي هذا الانخفاض بسبب استمرار عمليات التصحيح وجني الأرباح، وسط حالة من التفاؤل تسيطر على معظم الأسواق المالية العالمية.
يعود هذا التراجع أيضًا إلى تعليقات أقل تشددًا من نائب محافظ البنك المركزي الياباني، مما قلل من التوقعات بشأن زيادات إضافية في أسعار الفائدة اليابانية هذا العام.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات في الضغط على الين، خاصة بعد صدور بيانات قوية حول طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة، مما خفف من مخاوف الركود الاقتصادي هناك.
و ارتفع الدولار مقابل الين بأكثر من 0.4% ليصل إلى 147.82 ين، بعد أن كان سعر الافتتاح عند 147.19 ين، مسجلًا أدنى مستوى عند 147.02 ين.
و اختتم الين تعاملات يوم الخميس بتراجع نسبته 0.35% مقابل الدولار الأمريكي، مسجلاً ثالث خسارة يومية على التوالي نتيجة عمليات التصحيح وجني الأرباح من أعلى مستوى له في سبعة أشهر عند 141.68 ين لكل دولار.
مع تراجع المخاوف بشأن ركود الاقتصاد الأمريكي وتباطؤ عمليات تفكيك صفقات الكاري تريد، تحسنت معنويات المخاطرة في الأسواق العالمية، وخاصة في الأسهم الأمريكية التي شهدت يوم الخميس أكبر مكسب يومي لها في عام 2024.
صرّح نائب محافظ بنك اليابان “شينيتشي أوشيدا” يوم الأربعاء بأن البنك المركزي لن يرفع أسعار الفائدة في ظل عدم استقرار الأسواق المالية. وأكد أوشيدا على ضرورة الحفاظ على المستويات الحالية من التيسير النقدي نظرًا للتقلبات الحادة في الأسواق المالية المحلية والدولية.
هذه التعليقات قللت من احتمالات قيام بنك اليابان برفع أسعار الفائدة للمرة الثالثة هذا العام، وهو ما قد يخفف من الضغوط على عمليات تفكيك صفقات الكاري تريد.
تداول العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات يوم الجمعة عند أعلى مستوى له خلال الأسبوع، حيث بلغ 4.022% بعد أن تجاوز حاجز 4.000% مرة أخرى، مما عزز من فرص الاستثمار في الدولار الأمريكي.
جاء هذا التطور بعد أن انخفضت طلبات إعانة البطالة الحكومية بمقدار 17 ألف طلب إلى 233 ألف طلب معدلة موسميًا للأسبوع المنتهي في 3 أغسطس، وهو أكبر انخفاض منذ حوالي 11 شهرًا، متجاوزًا توقعات الاقتصاديين الذين توقعوا 240 ألف طلب جديد.
عقب هذه البيانات، ووفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة “CME”، تراجعت احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر من 72.5% إلى 56.5%، بينما ارتفعت احتمالات الخفض بنحو 25 نقطة أساس من 27.5% إلى 43.5%.
