اليابان تستعد لإطلاق مشروع النقل الآلي الضخم بين طوكيو وأوساكا بتكلفة 24 مليار دولار
في خطوة مبتكرة تهدف إلى إعادة تعريف مستقبل اللوجستيات، تعتزم اليابان إطلاق مشروع ضخم لبناء طريق مخصص لنقل البضائع باستخدام تقنيات النقل الآلي بين طوكيو وأوساكا.
و بتكلفة تفوق 24 مليار دولار، يسعى هذا المشروع إلى تجاوز العقبات الحالية في قطاع النقل، خصوصًا مع التحديات المرتبطة بنقص قدرات التوصيل، في وقت تشير فيه التوقعات إلى خسائر اقتصادية قد تصل إلى 70 مليار دولار بحلول عام 2030 إذا استمرت الأزمة الحالية في القطاع اللوجستي.
المشروع سيعتمد على منصات روبوتية ذاتية الحركة، تتحرك باستمرار عبر ثلاثة مسارات مخصصة بجانب الطريق السريع القائم، بحيث يمكن لهذه المنصات أن تعمل بشكل مستقل أو ضمن قوافل، باستخدام تقنيات التنسيق المتقدمة لتوفير أعلى مستويات الدقة والكفاءة في النقل.
وعند وصول المنصات إلى المحطات النهائية، ستتولى الأنظمة الآلية عملية تحميل وتفريغ البضائع، فيما سيتولى العنصر البشري إتمام المراحل الأخيرة من التوصيل، مما يدمج التكنولوجيا المتطورة مع المهارات البشرية.
تعتبر اليابان حاليًا السائقين العمود الفقري لنقل 90% من البضائع عبر الطرق البرية. ولكن مع القيود المتزايدة على ساعات العمل الإضافي، انخفضت قدرة التوصيل بنسبة 14%، وهي نسبة يتوقع أن تتفاقم بشكل أكبر في السنوات القادمة.
يوضح يوري إندو، ممثل وزارة النقل اليابانية، أن هذا المشروع يعد ضرورة ملحة لضمان استدامة سلسلة التوريد، ولتقليل الاعتماد على السائقين الذين يواجهون عزوفًا متزايدًا عن المهنة بسبب ظروف العمل القاسية.
يتمثل أحد التحديات الكبرى في التكلفة العالية للمشروع، التي تقدر بحوالي 24 مليار دولار، مع بداية التجارب الأولية المقررة في عام 2027، ومن المتوقع استكمال البنية التحتية بالكامل في منتصف الثلاثينيات.
ولكن المسؤولين يعتبرون أن هذا الاستثمار سيكون بمثابة نقطة تحول في قطاع اللوجستيات، ويضع اليابان في مقدمة الدول التي تقود الابتكار في مجال النقل الآلي.
رغم التحديات التقنية والتكلفة الكبيرة، يضع المشروع اليابان على مسار ريادي نحو المستقبل. وإذا نجح، قد يصبح نموذجًا يحتذى به على مستوى العالم، ويعيد تشكيل مفاهيم النقل البري.
وعلى الرغم من بعض التساؤلات حول مدى قدرة هذا النظام على تلبية الاحتياجات المتزايدة في القطاع، يبقى واضحًا أن النقل البري في اليابان على وشك أن يشهد تحولًا جذريًا.
