الولايات المتحدة تستقبل أكبر عدد من الطلاب الدوليين في التاريخ
تواصل الجامعات الأمريكية استقطاب أعداد غير مسبوقة من الطلاب الدوليين، حيث بلغ العدد الإجمالي للطلاب الدوليين المسجلين في مؤسسات التعليم العالي الأمريكية في عام 2024 نحو 1,1 مليون طالب، محققًا أعلى مستوى تاريخي.
وبحسب تقرير “الأبواب المفتوحة حول التعليم الدولي”، الذي يصدر سنويًا عن معهد التعليم الدولي بالتعاون مع وزارة الخارجية الأمريكية، سجل هذا العام وحده 298,705 طالبًا جديدًا، مما يعكس تزايدًا ملحوظًا في إقبال الطلاب من مختلف أنحاء العالم على الدراسة في الولايات المتحدة.
ورغم الزيادة الكبيرة في أعداد الطلاب القادمين من إفريقيا، إلا أن المغرب يظل من الدول ذات الحضور الضعيف في هذا السياق.
حيث بلغ عدد الطلاب المغاربة في المؤسسات التعليمية الأمريكية 1,784 طالبًا فقط في موسم 2023/24، مما يضع المغرب في المراتب الأخيرة على الصعيد العالمي ويجعلها تحتل المرتبة الثانية بعد مصر ضمن دول المغرب العربي من حيث عدد الطلاب الذين يواصلون تعليمهم في الولايات المتحدة.
وتشير النتائج إلى زيادة قدرها 11.3% في عدد الطلاب المغاربة مقارنة بالعام السابق، ما يعد تحسنًا طفيفًا بالرغم من بقاء المغرب في المرتبة الأخيرة بين الدول التي يصدر عنها طلاب للدراسة في أمريكا.
وفي المقابل، أظهر التقرير نموًا كبيرًا في عدد الطلاب القادمين من دول إفريقيا، حيث بلغ عدد الطلاب الذين توجهوا من دول مثل غانا ونيجيريا وكينيا وإثيوبيا وجنوب إفريقيا نحو 56,780 طالبًا، بزيادة بلغت 13.1% عن العام الماضي.
وتعد نيجيريا أكبر مصدر للطلاب الأفارقة، حيث سجلت 20,029 طالبًا، مما جعلها تحتل المرتبة السابعة عالميًا كأكبر مصدر للطلاب إلى الولايات المتحدة.
كما سجلت دول شرق آسيا أعدادًا كبيرة من الطلاب، حيث بلغ عدد الطلاب القادمين من هذه المنطقة 365,369 طالبًا، مع تسجيل 277,398 منهم من الصين، رغم انخفاض بنسبة 4.2% مقارنة بالعام الماضي.
لأول مرة منذ عام 2009، تفوقت الهند على الصين كأكبر مصدر للطلاب الدوليين إلى الولايات المتحدة، مع تسجيل 331,602 طالبًا، بزيادة ملحوظة بلغت 23.3%.
أما الطلاب الأوروبيون، فقد حافظوا على أعداد مستقرة تقريبًا، حيث بلغ إجمالي عددهم 90,600، بزيادة طفيفة بلغت 0.8% مقارنة بالعام السابق.
في الوقت الذي يشهد فيه التعليم الدولي في الولايات المتحدة توسعًا مستمرًا، يتوقع الخبراء تأثيرات السياسة الأمريكية المستقبلية على تدفق الطلاب الدوليين، خاصة في حال فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
ففي فترة رئاسته الأولى، شهدت الولايات المتحدة انخفاضًا في عدد الطلاب الدوليين بنسبة 15%، مما يثير القلق بشأن أي تغييرات قد تطرأ على سياسة الهجرة والتعليم في حال توليه منصب الرئاسة مجددًا.
ورغم هذه المخاوف، يرى بعض الخبراء أن الإحصائيات السابقة تشير إلى أن الالتحاق الدولي في الولايات المتحدة يتزايد مع مرور الوقت، باستثناء الأزمات الكبرى مثل هجمات 11 سبتمبر أو جائحة كوفيد-19.