الوكالة الفرنسية للتنمية تضخ 900 مليون يورو في مشاريع تنموية بالأقاليم الجنوبية للمغرب
أعلن المدير التنفيذي لمجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية، ريمي ريو، عن بدء المجموعة في الاستثمار في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، مؤكدًا استعدادها لزيارة مدينتي العيون والداخلة قريبًا للقاء السكان المحليين.
وأوضح ريو في تصريح صحفي أن هذه الخطوة تأتي في إطار رؤية شاملة لتعزيز التعاون الإفريقي، مع التركيز على الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وفرنسا في دعم التنمية المستدامة بالقارة.
وأشار ريو إلى العديد من المبادرات التي تعكس التعاون القوي بين البلدين، مثل تعزيز الاقتصاد الأزرق، وإطلاق منصات تمويل فلاحية بقيادة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وبمساندة الوكالة الفرنسية، بهدف تطوير سلاسل القيمة الزراعية في إفريقيا.
كما تم التركيز على مجالات التعاون الأخرى مثل الرياضة والتكوين المهني، حيث قدم المغرب مبادرات إقليمية مبتكرة في هذا المجال.
زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة إلى المغرب كانت فرصة لتجديد هذه الشراكة، حيث تم توقيع ستة إعلانات نوايا بقيمة تتجاوز 900 مليون يورو لدعم المشاريع التنموية على مدى السنوات الخمس المقبلة. ويأتي ذلك ضمن التزام فرنسا بتعزيز التعاون المستدام مع المغرب في العقود القادمة.
وأكد ريو أن الوكالة الفرنسية للتنمية ستواصل دعم جهتي الدار البيضاء-سطات وكلميم-واد-نون، بهدف تحقيق تنمية مستدامة، مع تعزيز التعاون مع المكتب الشريف للفوسفاط لدعم مشاريع إزالة الكربون وتطوير الاقتصاد في القارة الإفريقية.
كما شدد على أهمية معالجة تحديات الموارد الطبيعية، خصوصًا أزمة المياه، ودعم جهود إدارة الغابات والزراعة المستدامة.
كما أضاف ريو أن الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للشباب والنساء يمثل أولوية في خطة الوكالة، من خلال دعم الإصلاحات الاجتماعية وتعزيز ريادة الأعمال وتشجيع الاستثمار الخاص.
وفيما يتعلق بالانتقال الطاقي، أكد ريو أن دعم البحث والتطوير في تقنيات مثل الهيدروجين الأخضر والتنقل المستدام سيظل من الأولويات الاستراتيجية.
يُذكر أن المغرب يعد أكبر شريك للوكالة الفرنسية للتنمية على مستوى العالم، حيث استثمرت الوكالة أكثر من 7 مليارات يورو في المملكة خلال ثلاثة عقود.
ومع اقتراب زيارة وفد فرنسي برئاسة السفير كريستوف لوكورتييه للأقاليم الجنوبية، تسعى فرنسا لتعزيز وجودها القنصلي والثقافي في الصحراء المغربية، ما يعكس التزامها القوي بسيادة المملكة على هذه المنطقة.