الهجرة الغير الشرعية.. نتيجة لوعود بتوفير مليون وظيفة و الحد من معدلات البطالة
في قلب الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها المغرب، يبرز رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، كرمزٍ للأمل والخيبة على حد سواء.
فقد وعد بتوفير مليون وظيفة خلال فترة ولايته، مما أثار حماس الشباب المغربي وفتح لهم أبواب الأمل في غدٍ أفضل.
ومع ذلك، بعد مرور أكثر من عامين على هذه الوعود، يبدو أن الوضع قد زاد سوءًا، مما جعل البطالة تتفاقم وازدهار الهجرة غير الشرعية يتسارع.
تشير الإحصائيات الرسمية إلى ارتفاع نسبة البطالة ، حيث تجاوزت 13.7 في المائة . هذه الأرقام تعكس واقعًا مريرًا لا يمكن تجاهله، إذ يعاني الشباب من عدم وجود فرص عمل ملائمة تؤمن لهم حياة كريمة.
ومع تزايد الأعداد، يزداد الإحباط واليأس، مما يدفع الكثيرين للبحث عن حلول خارج البلاد.
إن تصاعد الهجرة غير الشرعية يمثل كابوسًا آخر يواجه شباب المغرب. فمع تدهور الظروف الاقتصادية وزيادة معدلات البطالة، يتجه العديد من الشباب نحو البحث عن فرص جديدة في أوروبا وأماكن أخرى، حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة بحياتهم.
قصص الغرق والفشل أصبحت جزءًا من الذاكرة الجماعية للشباب المغربي، مما يجعل الهجرة خيارًا مأساويًا لكنه يبدو كالأمل الوحيد.
لم يعد يكفي تقديم وعود لا تتجسد على أرض الواقع. فالكلمات التي أطلقها أخنوش حول توفير مليون وظيفة لم تعد تلقى آذانًا صاغية.
فقد أصبحت هذه الوعود مجرد كلمات فارغة في وقت يحتاج فيه الشباب إلى أفعال ملموسة. إن عدم الوفاء بهذه الالتزامات يمثل خيانة للثقة التي وضعها المواطنون في حكومتهم.
و يجب أن يدرك صانعو القرار أن الشباب هم القوة المحركة لأي تغيير حقيقي في المجتمع. إن تأمين فرص عمل حقيقية وتعزيز بيئة عمل إيجابية يمكن أن يغير من مسار الشباب.
لكن إذا استمرت الحكومة في تجاهل احتياجاتهم، فلن يكون أمامهم خيار سوى البحث عن الفرص في أماكن أخرى.
إن الوضع الحالي في المغرب يتطلب من الحكومة التفكير بشكل جاد في كيفية معالجة قضايا البطالة والهجرة غير الشرعية.
فالمستقبل الذي وعد به أخنوش يبدو بعيد المنال، والشباب المغربي يستحق أكثر من وعود غير متحققة. من الضروري أن تتحرك الحكومة بجدية لتغيير الواقع المأساوي الذي يعيش فيه الشباب، وإلا فإن كابوس الهجرة غير الشرعية سيستمر في التفاقم.