المغرب يُحقق قفزة بنسبة 22.7% في إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة
يستمر المغرب في ترسيخ مكانته كقوة إقليمية في مجال الطاقة المتجددة، بفضل مشاريعه الطموحة التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة.
وفي الوقت ذاته، يعزز الاقتصاد الوطني من خلال خلق فرص عمل جديدة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي. وقد بلغ إجمالي إنتاج المملكة من الكهرباء 42.38 تيراوات/ساعة، ما يعكس قفزة نوعية في هذا المجال.
وفقًا لصحيفة أتالايار الإسبانية، شهد المغرب زيادة ملحوظة بنسبة 22.7% في إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة، ما يعكس التزامه القوي بالتحول الطاقي المستدام.
هذه الطفرة ترتكز على مشاريع ضخمة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي تشكل حجر الزاوية في الاستراتيجية الوطنية للوصول إلى 52% من القدرة المركبة من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
رغم هذه الإنجازات، لا يخلو الطريق من تحديات تقنية وتنظيمية. من أبرز العقبات التي تواجه المغرب، وفق الصحيفة، التكامل الفعال للطاقة المتجددة في الشبكة الكهربائية الوطنية.
و يبرز هنا تحدي استقرار العرض بسبب الطبيعة المتقطعة لبعض مصادر الطاقة المتجددة، وهو ما يستدعي استثمارات إضافية في تقنيات تخزين الطاقة، مثل مشاريع الهيدروجين الأخضر، التي لا تزال في مراحلها الأولية.
و يشكل الطلب المتنامي على الكهرباء تحديًا إضافيًا للمملكة، مدفوعًا بالتنمية الاقتصادية المتسارعة والتصنيع.
هذا التحدي يستدعي توسيع البنية التحتية للطاقة بشكل مستدام، بما يشمل بناء محطات جديدة للطاقة، وتعزيز شبكات النقل والتوزيع، خاصة في المناطق الريفية والمعزولة.
على الرغم من التقدم الملحوظ الذي أحرزه المغرب في خلق بيئة استثمارية مشجعة، لا تزال هناك حاجة إلى تبسيط الإجراءات الإدارية وتوضيح بعض الجوانب التنظيمية لتسريع تنفيذ المشاريع.
وتضيف الصحيفة أن هذا التحدي، على الرغم من تعقيده، يشكل فرصة لتعزيز التنمية الشاملة وخلق فرص عمل ماهرة.
وفي ظل هذه التحديات، يبقى المسار واضحًا: المغرب يخطو بثبات نحو مستقبل مستدام للطاقة. هذا التقدم لن يتحقق دون تعاون مشترك بين الحكومة المغربية والمؤسسات التنظيمية والقطاع الخاص، الذي يراهن على الإمكانات الهائلة للبلاد.
يشدد الخبراء على ضرورة تبني رؤية واقعية وبناءة للتعامل مع التحديات، مؤكدين أن كل خطوة إلى الأمام تعزز مكانة المغرب كمرجعية إقليمية وعالمية.
النجاح في هذا المجال يتطلب نهجًا عمليًا وتحسينًا مستمرًا، لضمان أن يصبح النموذج الطاقي المغربي ليس فقط مستدامًا، بل أيضًا قادرًا على مواجهة التحديات بمرونة وعدالة.