خلال شهر يناير الماضي، قامت المملكة المغربية، على غرار بعض الدول الأخرى، بتخفيض مشترياتها من الفحم الروسي إلى مستوى الصفر، وذلك مقارنة بنفس الفترة من العام 2023، وفقًا لتقرير نشرته الصحيفة الاقتصادية الروسية “فيدوموستي”، استنادًا إلى مصادر مطلعة في وزارة الطاقة المغربية.
وأكدت المصادر نفسها أن صادرات الفحم الروسي، سواء كان حراريًا أو معدنيًا، شهدت انخفاضًا بنسبة 8٪ خلال شهر يناير الماضي مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، حيث بلغت 14.6 مليون طن. وأشارت إلى أن المستوردين الرئيسيين قللوا من مشترياتهم من روسيا، حيث انخفضت الإمدادات إلى الهند وتركيا بنسبة 55٪ و47٪ على التوالي، فيما لم تكن هناك أي إمدادات إلى المغرب خلال شهر يناير.
وفسر ألكسندر كوتوف، خبير اقتصادي ومالي، تراجع المشتريات المغربية للفحم من روسيا بسبب خسارة المنافسة السعرية أمام الموردين الأمريكيين، بينما ربط تراجع الإقبال على الفحم المستورد من روسيا بعوامل سياسية.
من جهته، أشار حسن نايت بلا، خبير طاقة، إلى أن تخفيض المملكة المغربية لوارداتها من الفحم من روسيا يرجع بشكل أساسي إلى انخفاض الاستهلاك الداخلي لهذه المادة، خاصة خلال الأشهر الأولى من كل سنة التي لا تعرف موجات برد، وهو ما يؤدي إلى انخفاض الطلب الداخلي على الفحم مقارنة بفترات أخرى من السنة.
وأضاف أن تخفيض الرباط لوارداتها يعكس توجهًا نحو تقليل الاعتماد على الفحم واستبداله بالغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة، نظرًا لتأثير الفحم على البيئة وانبعاثاته الكربونية، وشدد على ضرورة تقديم المزيد من الجهود لتعزيز التوجه نحو الطاقة النظيفة لتحقيق السيادة الطاقية والأمن الطاقي.
