المغرب يعود إلى إسبانيا لاستيراد زيت الزيتون بعد الترخيص البرازيلي لضمان الإمدادات المحلية
في ظل تحديات سوق زيت الزيتون المحلية، عاد المغرب إلى السوق الإسبانية لضمان توافر الإمدادات اللازمة من زيت الزيتون.
فقد بدأت التعاونيات الفلاحية المغربية في استيراد الزيت من إسبانيا بعد حصولها على التراخيص اللازمة من السلطات المحلية، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الإسبانية.
وذكرت صحيفة “ال بويبلو دي سيوتا” أن هذه الواردات تعتبر بمثابة “راحة مؤقتة” للمغرب، في حين تواصل المملكة جهودها لاستقرار سوقها المحلية وضمان توازن الأسعار لتوفير هذه المادة الأساسية للمستهلكين.
وبالنظر إلى أن إسبانيا تعد من أكبر منتجي زيت الزيتون في العالم، فإنها تتمتع بوضع يمكنها من تصدير هذا المنتج الحيوي إلى المغرب.
ويُعتبر هذا التعاون مثالًا على الترابط الاقتصادي الوثيق بين البلدين، خاصة في قطاع الأغذية والزراعة الذي شهد تطورًا ملحوظًا بين الرباط ومدريد.
وقد أشارت الصحيفة إلى أن السوق المغربية تواجه أزمة حادة نتيجة انخفاض الإنتاج المحلي لزيت الزيتون، مشيرة إلى أن هذه الأزمة تعود إلى عدة عوامل مناخية واقتصادية. فعلى سبيل المثال، شهد الموسم الماضي فترات جفاف طويلة أثرت بشكل كبير على محاصيل الزيتون في مناطق رئيسية مثل الحسيمة، التي تُعرف ببساتين الزيتون.
هذا الانخفاض الملحوظ في الإنتاج أدى إلى زيادة الطلب وتفاقم نقص العرض، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وصعوبة الحصول على هذا المنتج الأساسي للكثير من الأسر المغربية.
وتابعت الصحيفة بأن المغرب كان يسعى للتموضع كأحد المنتجين الرئيسيين لزيت الزيتون في المنطقة، لكنه واجه تحديات هيكلية ومناخية. فقد أدى الاعتماد الكبير على المياه للري وغياب التقنيات الحديثة في العديد من بساتين الزيتون إلى تقليص قدرة القطاع الزراعي على مواجهة الظواهر المناخية القاسية مثل الجفاف.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الفلاحة البرازيلية عن حصولها على ترخيص من المغرب لتصدير زيت الزيتون البرازيلي إلى المملكة، وهو ما جاء بعد ترخيص آخر حصلت عليه في سبتمبر الماضي لتصدير الحبوب المجففة للتقطير (DDG أو DDGS) إلى المغرب.
وأكدت الوزارة البرازيلية في بيان لها أن المغرب كان ثالث أكبر وجهة للصادرات الزراعية البرازيلية إلى إفريقيا في العام الماضي، بقيمة تجاوزت 1.23 مليار دولار، بينما تجاوزت قيمة هذه الصادرات خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 900 مليون دولار.
يُذكر أن فتح السوق المغربية أمام زيت الزيتون البرازيلي جاء نتيجة للتعاون المشترك بين وزارتي الفلاحة والشؤون الخارجية في البلدين.