المغرب يسعى لخطف مكانة رائدة في صناعة الطيران العالمية
أبرزت صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة المغربية لتصبح مركزًا إقليميًا هامًا لصناعة الطيران، وذلك من خلال جذب كبار المصنعين العالميين الراغبين في توسيع نطاق عملياتهم وتسريع وتيرة الإنتاج لتلبية الطلب المتزايد.
ووفقًا للصحيفة، يُنظر إلى المغرب كوجهة مثالية لاحتضان مشاريع صناعة الطيران، نظرًا لرغبة “المسؤولين المغاربة في تحويل البلاد إلى مركز للطيران وجذب المستثمرين الراغبين في نشر سلاسل التوريد الخاصة بهم في دول ذات عمالة وفيرة وبأسعار معقولة”.
وتأتي هذه الجهود ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى تنويع الاقتصاد المغربي المعتمد بشكل كبير على القطاع الزراعي، من خلال دعم الشركات المصنعة للطائرات والقطارات والسيارات. كما تتماشى هذه الاستراتيجية مع خطط تطوير شركات الطيران المغربية، بما في ذلك الخطوط الجوية الملكية المغربية المملوكة للدولة.
وتُعد شركة “سافران” الفرنسية الرائدة في مجال تصنيع محركات الطائرات مثالاً بارزًا على الشركات العالمية التي تستفيد من الإمكانيات الواعدة للمغرب.
حيث تقوم الشركة بإرسال محركات لطائرات بوينغ 737 وإيرباص 320 إلى مصنع إصلاح ضواحي الدار البيضاء كل 6 إلى 8 سنوات، قبل إعادة شحنها إلى شركات الطيران في دول مثل البرازيل والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة وأيرلندا.
ويُشكل تواجد شركة “سافران” نموذجًا مصغرًا لِما يشهده قطاع صناعة الطيران بالمغرب، حيث تضم المملكة حاليًا 130 شركة عاملة في هذا المجال، تُنتج أجزاءً حيوية مثل الأجنحة وغيرها من مكونات الطائرات.
وتتميز هذه الصناعة بنسبة عالية من مشاركة النساء في القوى العاملة، حيث تصل إلى 42٪، وهي نسبة تفوق بكثير المعدلات السائدة في قطاع الصناعة التحويلية في أوروبا وأمريكا الشمالية، حسب صحيفة واشنطن تايمز.
وعلى الرغم من أن المغرب يُنظر إليه كمصدر للعمالة الرخيصة نسبيًا، إلا أن الصناعة والحكومة المغربيتين تُوليان اهتمامًا كبيرًا لتطوير مهارات العمال من خلال معهد IMA لمهن الطيران في الدار البيضاء.
وتُشير الصحيفة إلى أن شركات عالمية كبرى مثل بوينغ وإيرباص، بالإضافة إلى الشركات المُصنّعة لمكونات الطائرات، تلجأ إلى الاستعانة بمصادر خارجية للتصميم والإنتاج والصيانة من دول مختلفة تمتد من المكسيك إلى تايلاند، ومن أوروبا الشرقية إلى جنوب شرق آسيا.
وتُعدّ مستويات الطلب المتزايدة على الطائرات عاملاً رئيسيًا يدفع هذه الشركات إلى البحث عن مواقع جديدة لبناء وإصلاح قطع الغيار.
وختامًا، تُقدم المملكة المغربية نفسها كوجهة مثالية للاستثمار في صناعة الطيران، وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي، ووفرة اليد العاملة الماهرة، والتزامها بتطوير البنية التحتية وتوفير الحوافز للمستثمرين.
وتُساهم هذه العوامل مجتمعة في جعل المغرب لاعبًا رئيسيًا في صناعة الطيران العالمية خلال السنوات القادمة.