المغرب يستعد لتعزيز قدراته العسكرية بشراء طائرات مسيرة “أكينسي” التركية

يستعد المغرب لتعزيز قدراته الدفاعية عبر اقتناء طائرات مسيرة تركية من طراز “Akinci”، والمقرر استلامها بحلول عام 2025، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تحديث أسطوله من الطائرات العسكرية بدون طيار.

وبحسب مصادر متخصصة في الشؤون العسكرية، فإن هذه الصفقة تأتي في إطار تطلعات المملكة لتعزيز مكانتها العسكرية في شمال إفريقيا.

في تحليله، أشار الخبير الإسباني في الأمن الدولي، أوسكار ويز، إلى أن الطائرات “Akinci” تمثل نقلة نوعية في قدرة المغرب العسكرية.

فهي تتمتع بقدرات تكنولوجية متقدمة تسمح لها بالطيران لمدة 25 ساعة متواصلة، وحمل أسلحة متطورة ودقيقة. وتشكل هذه القدرات مصدر قلق لبعض الدول المجاورة، مثل إسبانيا، التي قد تشهد تغيرات في ميزان القوى الإقليمي نتيجة لهذا التحديث.

ويتميز طراز “Akinci” بقدرة تحميل تصل إلى 1,500 كيلوغرام ومدى طيران يبلغ 7,500 كيلومتر، بالإضافة إلى تجهيزها برادار متطور وأنظمة اتصالات عبر الأقمار الصناعية.

ويؤكد الخبراء أن هذه الطائرات ستكون أداة فعالة في العمليات العسكرية بعيدة المدى والضربات الدقيقة.

ومن أبرز مزايا “Akinci” قدرتها على إطلاق صواريخ كروز من الجو، مما يمنحها ميزة تكنولوجية هامة في مواجهة التهديدات غير المتماثلة، مثل الإرهاب. ويُعتبر هذا النوع من الطائرات مثاليًا لمهام المراقبة والضربات الجوية المتقدمة.

وتعكس هذه الصفقة توجه المغرب نحو تقليل اعتماده على الموردين الدوليين، وتحقيق استقلالية أكبر في تسليحه. ويُضاف إلى ذلك تعزيز قدراته في مجال المراقبة على الحدود والمناطق الشاسعة.

هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية دفاعية شاملة بدأها المغرب في السنوات الأخيرة، حيث قام في 2023 بشراء أنظمة صواريخ HIMARS الأمريكية، بالإضافة إلى تعزيز أسطوله الجوي بطائرات “F-16 Block 72” وتحديث طائراته القديمة.

كما تشير التقارير إلى أن المغرب استثمر في قمر صناعي تجسسي بقيمة مليار دولار، ما يعزز موقعه في مجال الاستطلاع والاستخبارات.

تجسد هذه التحركات قدرة المغرب على تطوير بنيته الدفاعية لمواكبة التحديات الأمنية المستقبلية، ما يعزز مكانته كقوة عسكرية صاعدة في المنطقة.