المغرب يستعد لإطلاق إنتاج الغاز الطبيعي في خطوة نحو الاستقلال الطاقي وتعزيز الاقتصاد
يستعد المغرب لدخول مرحلة جديدة في قطاع الطاقة مع اقتراب بدء إنتاج الغاز الطبيعي خلال الأشهر المقبلة.
يُتوقع أن ينطلق الإنتاج من حقل “أنشوا” الواقع قبالة سواحل العرائش الشمالية الغربية، بعد استكمال عمليات الحفر والتقييم التي تجريها شركتا “شاريوت” البريطانية و”إينيرجيان”.
يهدف المغرب من هذا المشروع إلى تقليص اعتماده على واردات الطاقة وتخفيض تكاليفها، مما يعزز جاذبيته كوجهة استثمارية في شمال أفريقيا.
وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود البلاد لتقليص فاتورة استيراد الطاقة التي تُشكل عبئًا على الميزانية العامة، حيث يعتمد المغرب بشكل كبير على الغاز والنفط والفحم لتلبية احتياجاته من الكهرباء.
بحسب تقديرات رسمية، يمكن أن يسهم إنتاج الغاز المحلي في توفير أكثر من مليار درهم سنويًا، ما يسمح بتوجيه هذه الموارد إلى مشاريع تنموية أخرى وتعزيز أمن الطاقة في المملكة.
هذا المشروع لا يقتصر على الفوائد الاقتصادية فقط، بل يُعد أيضًا جزءًا من استراتيجية المغرب لتحقيق الاستدامة البيئية.
يُعتبر الغاز الطبيعي خيارًا أنظف مقارنة بالفحم والنفط، وهو ما يدعم هدف البلاد في رفع حصة الطاقة المتجددة إلى 52% من مزيج الطاقة بحلول عام 2030.
ويساهم الغاز الطبيعي في ضمان استقرار إمدادات الكهرباء لدعم مشاريع الطاقة المتجددة، خصوصًا مع تقلبات إنتاج الطاقة الشمسية والرياح.
خلال السنوات الأخيرة، شهد قطاع الطاقة المغربي اهتمامًا متزايدًا من الشركات العالمية، بما في ذلك شركة “ساوند إنرجي” البريطانية، التي أبدت اهتمامها بفرص التنقيب والتطوير في المملكة.
من المتوقع أن يُسهم هذا التطور في خلق فرص عمل جديدة وزيادة الإنتاج الصناعي المحلي، مما سيكون له تأثير إيجابي على التنمية الاقتصادية ويسهم في خفض معدلات البطالة.
ومع بدء إنتاج الغاز الطبيعي محليًا، يسعى المغرب إلى تقليل العجز التجاري وزيادة إيراداته، إذ تتوقع المملكة أن هذه الخطوة ستساعد في تعزيز توازن الاقتصاد الوطني.
وبذلك، يُقترب المغرب خطوةً نحو تحقيق رؤيته الطاقية المستقلة، ليصبح نموذجًا للتحول الطاقي المستدام في شمال أفريقيا.