المغرب يرتقي بِصناعة الطيران لِآفاقٍ عالمية و الهدف “طائرة مغربية كاملة”
يتجه المغرب بخطوات ثابتة نحو آفاق جديدة في صناعة الطيران العالمية، مُعززًا مكانته كأحد رواد هذا القطاع الحيوي. وتُشير طموحات المملكة إلى تصنيع طائرة كاملة لأول مرة على أراضيها، لتُصبح بذلك من بين الدول العشرين الرائدة في مجال صناعة الطيران.
وتُعدّ صناعة الطيران المغربية مثالاً ساطعًا على الرؤية الملكية الساعية إلى جعل المغرب رائداً صناعياً في أفريقيا.
فقد أدى الدعم الحكومي النشط، إلى جانب خبرة وجهود القوات المسلحة الملكية، إلى خلق بيئة ديناميكية وجاذبة لأكبر الشركات العالمية في هذا المجال.
وقد حظي المغرب بثقة شركات عالمية كبرى مثل إيرباص وسافران وتاليس، التي أقامت مرافق لتصنيع وخدمات الطيران في البلاد.
ويدعم هذا الاستقرار شركات الدفاع الغربية، ويُساهم قطاع الطيران المغربي بشكلٍ كبير في الاقتصاد الوطني، حيث يضم 142 شركة ويوفر 17 ألف فرصة عمل، ويُدرّ 2 مليار دولار من عائدات التصدير.
وتعكس المكانة المتقدمة للمغرب في تصنيف صناعة الطيران (المركز 36 عالمياً والثالث على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا في عام 2020) الاستراتيجية الحكومية المُستباقة لجذب الاستثمار الأجنبي من خلال الحوافز وتحسين البنية التحتية، مثل إنشاء مناطق حرة مثل ميدبارك بالقرب من الدار البيضاء.
ولم تتوانَ الحكومة المغربية عن دعم نمو صناعة الطيران من خلال تنفيذ مبادرات مختلفة وتقديم حوافز لجذب المستثمرين الأجانب.
كما خصصت موارد هائلة لتطوير البنية التحتية، مع التركيز على إنشاء مجموعات طيران مثل المنطقة الحرة ميدبارك.
وعلى صعيد البنية التحتية، عمل المغرب على توفير ما يلزم لجذب شركات الصيانة والإصلاح والتجديد (MRO) من خلال إنشائها في مناطق استراتيجية مثل تكنوبارك الدار البيضاء ومدينة محمد السادس طنجة التقنية.
وإدراكًا منها لجاذبية المغرب لشركات الدفاع الغربية، أقامت شركات إيرباص وسافران وتاليس مرافق في البلاد، من الاستقرار السياسي والبنية التحتية المتطورة.
وتواصل شركات مثل ضاهر ومجموعة أوريزيو الاستثمار بكثافة، مع مشاريع مثل المصنع الذي تبلغ مساحته 16 ألف متر مربع في النواصر لخطوط تجميع إيرباص وداسو.
وتلعب القوات المسلحة الملكية دورًا هامًا في هذه الديناميكية، من خلال تعاونها مع عمالقة الصناعة مثل شركة لوكهيد مارتن.
وقد أنشأت القوات مشروع صيانة Aero Maroc (MAM) لمخصص لصيانة وتحديث طائرات F-16C/D وC-130H Hercules.
ويتزايد تعاون المغرب مع اللاعبين العالميين في مجال الطيران، حيث أكد في عام 2021 عقدًا بقيمة 4.25 مليار دولار لشراء 24 مروحية هجومية من طراز Boeing AH-64E Apache.
كما عززت شركة Boeing، وهي شريك بالفعل في مشروع MATIS Aerospace، وجودها في المغرب بمصنع جديد قيد الإنشاء في الدار البيضاء.
ويُعدّ الابتكار عنصرًا أساسيًا في استراتيجية المغرب لتعزيز مكانته في صناعة الطيران.
فقد انضمت شركة برات آند ويتني كندا إلى هذه الديناميكية من خلال إطلاق برات آند ويتني المغرب،
وهي منشأة تبلغ مساحتها 130 ألف قدم مربع في منطقة ميدبارك الحرة.
يهدف هذا الموقع، المقرر افتتاحه عام 2025، إلى توظيف 200 شخص وتعزيز الروابط مع العملاء والشركاء الإقليميين.