المغرب يراهن على تحلية مياه البحر لسقي مساحات فلاحية كبرى في أفق 2030
يراهن المغرب على محطات تحلية مياه البحر لتغطية أكثر من نصف حاجياته من الماء الصالح للشرب إضافة إلى سقي مساحات فلاحية كبرى من هذه المحطات في أفق 2030.
ويتعين تسريع إنجاز محطات تحلية مياه البحر، حسب البرنامج المحدد لها، والذي يستهدف تعبئة أكثر من 1,7 مليار متر مكعب سنويا”، داعيا في هذا الإطار إلى “العمل على تطوير صناعة وطنية في مجال تحلية الماء”.
وفي هذا الصدد، يرى الأستاذ الجامعي المختص في الماء ومدير متحف محمد السادس لحضارة الماء بالمغرب، عبد النبي المندور، أنه وفي ظل توالي سنوات الجفاف وقلة التساقطات المطرية وتزايد الطلب على هذه المادة الحيوية، تبرز محطات تحلية البحر كخيار استراتيجي لمواجهة تحدي إشكالية المياه، كما أشار إلى ذلك جلالة الملك في خطاب عيد العرش.
وأكد المندور أن مشاريع إنجاز السدود ونقل المياه بين الأحواض المائية، ورغم دورها الكبير في توفير المياه، سواء للشرب أو للسقي، تبقى غير قادرة على تلبية الطلب المتزايد على هذه المادة مستقبلا، لذلك يراهن المغرب على مضاعفة الاستثمار في محطات تحلية مياه البحر كمخطط للمستقبل.
وأبرز أن جلالة الملك حدد في هذا الإطار توجه المملكة من خلال الدعوة إلى “تسريع إنجاز محطات تحلية مياه البحر، حسب البرنامج المحدد لها، والذي يستهدف تعبئة أكثر من 1,7 مليار متر مكعب سنويا، وهو ما سيمكن المغرب، في أفق 2030، من تغطية أكثر من نصف حاجياته من الماء الصالح للشرب، من هذه المحطات، إضافة إلى سقي مساحات فلاحية كبرى، بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي للبلاد”.
وفي هذا الإطار قال الباحث في السياسات المائية، عبد الرحيم هندوف، إن جلالة الملك، في خطاب العرش، حدد إشكالية الماء كواحدة من أهم التحديات التي تواجه المملكة، مما يبين صعوبة الوضع في ظل توالي سنوات الجفاف، بالموازاة مع تأثير التغيرات المناخية، وتزايد الطلب.
وأوضح أن تحلية مياه البحر يبقى هو الحل الوحيد والأكثر فاعلية، حاليا ومستقبلا، لتحسين العرض من هذه المادة الحيوية، من أجل تعزيز قدرات المملكة على مواجهة هذه الإشكالية مستقبلا.
وأبرز أن الوضع المائي بالمغرب يتدهور بشكل كبير مع توالي سنوات السنوات؛ إذ تراجع نصيب الفرد من الماء من 2000 متر مكعب سنويا في سنوات الستينات، إلى حوالي 400 متر مكعب حاليا، وهو معدل يُصنّف أقل من خط الندرة بالنسبة للأمم المتحدة، المحدد في 500 متر مكعب للفرد سنويا.
وأوضح الباحث في السياسات المائية أن تحلية مياه البحر ستسمح بمواجهة معضلة الجفاف وبتوسيع المساحة المسقية أيضا، مشيرا إلى وجود مليون ونصف هكتار من المساحة المسقية في الوقت الحالي، وهو رقم يمكن مضاعفته بواسطة مياه البحر المحلاة.