المغرب يراهن على ألعاب الفيديو لتعزيز النمو الاقتصادي وإدماج الشباب
يُراهن المغرب على قطاع ألعاب الفيديو لتحقيق النمو الاقتصادي وإدماج الشباب في التنمية، وذلك من خلال الاستفادة من ارتفاع معدلات الاستهلاك الرقمي.
وتسعى المملكة إلى المنافسة على المستوى الإفريقي والدولي في هذا المجال سريع النمو، والذي يتجاوز حجم معاملاته صناعات ثقافية وفنية أخرى.
وفي إطار هذه الجهود، تم إطلاق النسخة الأولى من بطولة الألعاب الإلكترونية “eBotola” (إي بطولة)، التي نظمتها الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية بين 18 مارس و20 أبريل 2024.
و جمعت هذه المسابقة، التي تُعد الأولى من نوعها في المغرب وإفريقيا، أندية القسم الأول لكرة القدم المغربية للتنافس في لعبة “FC 24” (لعبة فيديو لمحاكاة كرة القدم).
و يرى المغرب في الألعاب الإلكترونية وسيلة فعالة لإدماج الشباب في مجال منظم. وتقوم الجامعة الملكية للألعاب الإلكترونية، المسؤولة عن تنظيم هذا المجال في المغرب منذ تأسيسها عام 2020، بتعزيز البنية التحتية الإلكترونية وتطوير ألعاب الفيديو لاكتشاف المواهب وتوسيع قاعدة الممارسين، بهدف تعزيز المشاركة على المستوى الوطني والدولي.
وقد أدى تطوير الألعاب إلى حصول المغرب على العديد من الألقاب الدولية، بما في ذلك المرتبة السادسة عالميًا.
ووفقًا لحسناء الزومي، المتحدثة باسم الجامعة، فقد عملت المؤسسة على تجهيز 89 دارًا للشباب في جميع أنحاء البلاد بمعدات إلكترونية، بالإضافة إلى وضع برنامج لاكتشاف المواهب في العديد من المدن. كما تنظم الجامعة بانتظام بطولات ومسابقات وطنية، بما في ذلك “إي بطولة”، حيث سيُمثل الفائز فيها المغرب في بطولة العالم في العاصمة السعودية الرياض خلال الصيف.
و يؤكد وزير الشباب والثقافة المهدي بنسعيد على أن قطاع صناعة الألعاب الإلكترونية قد تفوق على الصناعات الثقافية والفنية الأخرى، مثل السينما والموسيقى. ويشير إلى أن هذا القطاع أصبح الأول من حيث الإنتاجية على مستوى العالم، مما دفع المغرب إلى الاهتمام به بشكل كبير.
وقد أوضح بنسعيد أن حجم المعاملات في قطاع الألعاب الإلكترونية فاق المعاملات في الصناعات الثقافية والفنية الأخرى، حيث حقق 1.2 مليار درهم في السنة. وتعمل الوزارة حاليًا على تفعيل استراتيجيتها في هذا المجال من خلال العديد من المبادرات، بما في ذلك مشروع إنشاء منطقة صناعية مخصصة لهذا القطاع.
تهدف الوزارة إلى جذب المستثمرين الأجانب وتحويل المغرب إلى منصة رائدة في صناعة الألعاب الإلكترونية على المستويين الإفريقي والدولي. كما تسعى إلى إيجاد نظام اقتصادي قادر على توفير 5 آلاف فرصة عمل جديدة للشباب المغربي وتحويل قطاع ألعاب الفيديو إلى رافعة للنمو الاقتصادي الوطني.
وبالإضافة إلى ذلك، تعمل الوزارة على تشجيع التدريب في هذا المجال في مختلف مناطق المملكة، بهدف تأهيل الشباب للانخراط في المشاريع الاستثمارية المرتقبة.
ويرى بنسعيد أن الاهتمام بالألعاب الإلكترونية هو تطوير لسوق مهم للغاية على مستوى العالم، حيث تجاوز حجمه 200 مليار دولار (235 مليار دولار في عام 2022)، مما يجعل المغرب بحاجة إلى اتخاذ خطوات جديدة في هذا المجال.
ومن المتوقع أن يحقق سوق ألعاب الفيديو المغربي إيرادات بنحو 300 مليون دولار بحلول عام 2027، وفقًا لمنصة “ستاتيستا” (statista) المتخصصة بالإحصاء والتحليل المالي.
ختامًا، يُقدم المغرب نموذجًا مثيرًا للاهتمام لكيفية الاستفادة من ألعاب الفيديو لتحقيق النمو الاقتصادي وإدماج الشباب. من خلال الاستثمار في البنية التحتية وتطوير المواهب وجذب الاستثمارات، يمكن للمغرب أن يصبح لاعبًا رئيسيًا في هذا المجال سريع النمو على الصعيدين الإقليمي والدولي.