المغرب يخصص الهكتارات لبدء إنتاج الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر
في إطار الاستراتيجية الوطنية، تهدف المملكة المغربية لتوفير فرص للمستثمرين الخواص من خلال تخصيص مرحلة أولى من 300.000 هكتار، مقسمة إلى قطع تتراوح ما بين 10.000 و30.000 هكتار، لمشاريع متكاملة في إنتاج الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، ومشتقاته مثل الأمونياك الأخضر.
وأعلنت الحكومة عن نشر دليل تنفيذي لمبادرة «العرض المغربي» لتطوير صناعة الهيدروجين الأخضر، والتي تشمل جميع مراحل القيمة.
وتهدف هذه المبادرة، تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس، إلى تخصيص ما يصل إلى مليون هكتار من الأراضي لمشاريع متكاملة لإنتاج الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، ومشتقاته مثل «الطاقة إلى « (PtX) X والأمونياك الأخضر.
وصدر البيان تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية الواردة في جلسة العمل التي ترأسها جلالة الملك محمد السادس في 22 نونبر 2022، وتعليمات جلالته في خطابه بمناسبة الذكرى 24 لعيد العرش في 29 يوليوز 2023، عندما دعا إلى الإسراع بتفعيل (عرض المغرب) في مجال الهيدروجين الأخضر «بالجودة اللازمة… والاستجابة لمشاريع المستثمرين العالميين في هذا المجال الواعد».
وستتاح 300.000 هكتار في المرحلة الأولى للمستثمرين، جرى تقسيمها إلى قطع تتراوح بين 10.000 و30.000 هكتار، حسب حجم المشاريع المقترحة، في إطار اتفاقيات إطارية مع الدولة، تتضمن جلسات منتظمة لتقديم تقارير عن تقدم المشاريع.
وفي بيانها، أكدت البلاد استلامها تعبيرات عن الاهتمام من نحو مئة مستثمر محلي ودولي. ومن المتوقع توقيع العقود الأولية في الربع الثالث من عام 2024.
وفي هذا الصدد، أشارت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، إلى أهمية الاستثمارات الخاصة للمملكة، التي تحتاج إلى تثليث الاستثمارات السنوية في الطاقة المتجددة وتضاعف الاستثمارات في الشبكة.
وذكرت أن الشركة العمومية OCP (المكتب الشريف للفوسفاط) أطلقت خطة استثمار بقيمة 130 مليار درهم للانتقال إلى تصنيع المبيدات الزراعية الخضراء، وكذلك في إنتاج الطاقة المتجددة وتحلية مياه البحر.
ويسعى المغرب، مع خلال استغلاله لإمكانياته الريحية والشمسية الهائلة، إلى تعزيز مكانته كمصدر عالمي للهيدروجين المتجدد.
وتبلغ الطلبات المحلية على الهيدروجين حوالي 4 تيراواط في السنة بحلول عام 2030، بينما يهدف البلد في الفترة نفسها إلى تصدير حوالي 10 تيراواط (حوالي 300.000 طن سنويًا). وبحكم قربه من القارة الأوروبية، يهدف المغرب إلى أن يكون موردًا رئيسيًا للاتحاد الأوروبي، الذي يمكن أن يستورد حوالي 10 ملايين طن من الهيدروجين بحلول عام 2030.
وتشمل استراتيجية المغرب لتطوير قطاع الهيدروجين تعزيز البحث والتطوير في تقنيات الإنتاج النظيفة وتوسيع البنية التحتية للهيدروجين، بما في ذلك الشبكات ومحطات التعبئة.
وتشمل الاستراتيجية، كذلك، دعم الشراكات مع القطاع الخاص والعمل على تطوير السياسات والتشريعات لتعزيز استخدام الهيدروجين كوسيلة نظيفة للطاقة، ما سيساهم في تعزيز مكانة المملكة كرائد في مجال الهيدروجين الأخضر وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة بصفة عامة؛ وقال المغرب حسب عدة دراسات، وخصوصا الألمانية، فإن المغرب يمكن أن يستحوذ على إنتاج أكثر من 4 بالمئة من الهيدروجين الأخضر المسوّق بالسوق الدولية مستقبلا.
ويذكر أنّ المغرب أطلق قبل سنوات استراتيجية وطنية شاملة لتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر بغية تعزيز الطاقة المتجددة كمشروع استراتيجي وطني يهدف إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وإنتاج 52 بالمئة من الكهرباء النظيفة بحلول 2030 وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.