المغرب والصين: تبادل تجاري بقيمة 7.6 مليار دولار واستثمارات في السيارات الكهربائية والطاقة
في خطوة تهدف إلى توسيع شراكاته الاقتصادية وتنويع مصادر التعاون الدولي، يستعد المغرب لتعظيم الاستفادة من زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى المملكة.
الزيارة، التي تأتي ضمن استراتيجية الرباط للتحرر من الاعتماد المفرط على الاتحاد الأوروبي، تمثل فرصة لتعزيز الشراكات الاقتصادية والتجارية مع ثاني أكبر اقتصاد عالمي.
و تتطلع الرباط إلى التعاون مع بكين في مشاريع محورية، أبرزها خط أنبوب الغاز المغربي النيجيري الذي يمتد عبر 13 دولة إفريقية ليصل إلى أوروبا، ومبادرة تحسين وصول بلدان الساحل الإفريقي إلى المحيط الأطلسي.
كما تشمل الطموحات تطوير الصناعات المستقبلية مثل السيارات الكهربائية، ومشاريع البنية التحتية للسكك الحديدية، استعدادًا لاستضافة كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
وفق تصريحات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، شهدت العلاقات بين البلدين قفزة نوعية منذ توقيع الشراكة الاستراتيجية سنة 2016، حيث تضاعف حجم الاستثمارات الصينية في المغرب خمس مرات بين 2016 و2023، بينما تضاعف حجم التبادل التجاري مرتين خلال نفس الفترة.
وخلال عام 2022، سجلت الاستثمارات الصينية أكثر من 56 مليون دولار في قطاعات تشمل الصناعة والنقل والطاقة. وأصبحت الصين ثالث أكبر شريك تجاري للمغرب بحجم تبادل بلغ 7.6 مليار دولار، مما يجعلها الشريك الأول للمملكة على مستوى آسيا.
و من بين أبرز المشاريع المشتركة، وقعت الرباط وبكين مذكرة تفاهم مع مجموعة “غوشن هاي تيك” الصينية لتصنيع بطاريات الليثيوم للسيارات الكهربائية في مدينة القنيطرة.
المشروع، الذي تبلغ كلفته الأولية 13 مليار درهم (1.3 مليار دولار)، سيوفر حوالي 2300 فرصة عمل، مما يعزز مكانة المغرب كمركز إقليمي للصناعات النظيفة.
كما تعد مدينة محمد السادس طنجة تيك أحد المشاريع الطموحة التي تسعى لتكون حاضنة للتكنولوجيا المتقدمة والصناعات الذكية. المشروع، الذي أطلق بمناسبة زيارة الملك محمد السادس إلى الصين عام 2016، يرمز لتقارب الرؤى المغربية والصينية في تحقيق التنمية الصناعية والتكنولوجية.
و انضم المغرب إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية في يناير 2022، ليصبح أول بلد إفريقي ينخرط في هذا المشروع العالمي الذي يهدف إلى تطوير البنية التحتية وتعزيز الروابط الاقتصادية عبر آسيا وإفريقيا وأوروبا.
و تعكس زيارة الرئيس الصيني للمغرب عمق العلاقات المتنامية بين البلدين، حيث تعمل الرباط على جذب المزيد من الاستثمارات الصينية وتوسيع نطاق التعاون في قطاعات متعددة.
ومع المبادرات الطموحة مثل تطوير الطاقات المتجددة، النقل الكهربائي، وتحسين البنية التحتية، يبدو أن المغرب يمضي قدمًا نحو تعزيز مكانته كجسر اقتصادي بين إفريقيا وآسيا.