المغرب نموذج رائد في مجال الطاقات المتجددة
يستمر النمو الرائع للنموذج المغربي في مجال الطاقات المتجددة في تجذب انتباه الدول الكبرى التي تسعى إلى التكيف مع التحديات المناخية العالمية. الدول الأوروبية، في هذا السياق، تظل متسابقة للاستثمار في هذا القطاع داخل المملكة، مما يعكس مكانة المغرب كرائد إقليمي وقاري في هذا المجال.
وفي سياق هذا الاهتمام، أبدت إيطاليا، يوم الاثنين، تصميمها على الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة في المغرب من خلال إقامة مركز تدريب ضخم بهذا الصدد. جاء ذلك في إطار خطة حكومية تحمل اسم “ماتي من أجل إفريقيا” تم استعراضها خلال القمة الإفريقية الإيطالية في روما، والتي شارك فيها رئيس الحكومة المغربي عزيز أخنوش.
كما دخل وفد نمساوي في محادثات مع المغرب هذا الأسبوع، يقوده وزير الشغل والاقتصاد، مارتن كوشر، حيث أكد أن المغرب يوفر ظروفًا مثلى لإنتاج الطاقة الشمسية والرياح، وأعرب عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون في هذا المجال.
يرى خبراء في مجال الطاقة والتنمية المستدامة أن المغرب أصبح مرجعًا إقليميًا وقاريًا في مجال الطاقات المتجددة، مما يرجع إلى الظروف المواتية التي يتمتع بها والثقة التي يحظى بها من شركائه الدوليين، بما في ذلك جيرانه الأوروبيين.
ويؤكد الدكتور فؤاد الزهراني، الخبير في علوم البيئة والتنمية المستدامة، أن النجاح الحالي في مجال الطاقات المتجددة يعكس استمرار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للطاقة التي بدأ تطبيقها منذ عام 2009. وتشير هذه الاستراتيجية إلى ضرورة استثمار حوالي 4 مليارات درهم سنويًا في هذا المجال، قبل أن ترتفع إلى 14 مليار درهم سنويًا في الفترة بين 2023 و2027.
وفيما يخص الثقة الأوروبية في المغرب، يرى عبد الصمد ملاوي، الخبير الدولي في تكنولوجيا الطاقات المتجددة، أن هذه الشراكات الجديدة تعكس استراتيجية واضحة للمغرب في جذب الاستثمارات العالمية في هذا القطاع. يشير ملاوي إلى أهمية دور المغرب كشريك استراتيجي للدول الأوروبية، مشيرًا إلى أن الثقة المتزايدة تعكس الاستقرار السياسي والأمني في المغرب، فضلاً عن فعاليته في مجال الطاقات المتجددة.
بشكل ملحوظ، يعتبر المغرب محفزًا للاستثمارات بسبب بيئته المستقرة والمناخ المحفز، إلى جانب الخطوات التشريعية التي تعزز الفعالية والنجاعة الطاقية وتشجع على الاستثمار في الطاقات المتجددة.
و يستعرض الخبير الدولي في تكنولوجيا الطاقات المتجددة، عبد الصمد ملاوي، التزام المغرب بتحقيق التنمية المستدامة، وتنويع مصادر الطاقة، والالتزام بالتحفيز الدولي لمواجهة قضايا المناخ، مما يجعله شريكًا استراتيجيًا موثوقًا للدول الأوروبية التي تتطلع إلى مستقبل أكثر استدامة وخضراء.