المغرب، بوابة الصين إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية
في ورقة سياسية أصدرها مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS) الأمريكي، تم التأكيد على دور المغرب كلاعب رئيسي في استراتيجية الصين لتجنب تأثيرات قوانين خفض التضخم الأمريكية. تتناول الورقة كيف استطاعت الشركات الصينية الوصول إلى الأسواق الأمريكية والأوروبية عبر شراكات مع دول حليفة، بما في ذلك المغرب، لتفادي القيود التي تفرضها القوانين الأمريكية.
ويتميز المغرب بموقعه الجغرافي والاقتصادي الاستراتيجي، وبوجود اتفاقيات اقتصادية وتبادل حر مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية، مما يجعلها نقطة مثالية للصين لتنفيذ مشاريعها، خاصة في مجال المعادن الحيوية. يُذكر أن شركة “يوشان” الصينية أعلنت عن بناء مصنع لكاتود الليثيوم والفوسفاط والحديد في المغرب.
تشير الورقة إلى أن المغرب سيكون من بين الفائزين الرئيسيين في المنافسة الصينية الأمريكية على سلاسل توريد المعادن الحيوية، نظرًا لقاعدته الصناعية القوية وبيئته الاقتصادية والسياسية المستقرة، بالإضافة إلى تكلفة العمالة المنخفضة. وتتوقع الورقة استمرار جذب المغرب لمزيد من الاستثمارات في صناعات الطاقة المتجددة.
وفي ظل هيمنة الصين على سلاسل توريد المعادن الحيوية المستخدمة في الطاقة النظيفة وصناعة بطاريات السيارات الكهربائية، يعتبر هذا التحول مصدر قلق للحكومات الغربية، ويُظهر تحليلاً استراتيجيًا لضرورة التعامل مع الصين. يشدد التقرير على أن نجاح هذه المبادرات يعتمد على استعداد الشركات الخاصة في الدول الغربية للتعاون مع نظيراتها الصينية في سلاسل التوريد، وهو ما يتطلب التفاعل بشكل أكبر بين القطاع الخاص والحكومات.