المتداولون يقلصون رهانات خفض الفائدة الأوروبية بعد البيانات الأميركية
قلّص المتداولون رهاناتهم على تخفيضات أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي، بعد أن تجاوز التضخم الأميركي التوقعات، مع تحوّل انتباه الأسواق الآن إلى تصريحات الرئيسة كريستين لاغارد يوم الخميس.
وسعرت أسواق المال 79 نقطة أساس من التيسير النقدي من البنك المركزي الأوروبي هذا العام، مقارنة بـ86 نقطة أساس عند إغلاق يوم الثلاثاء.
وانخفضت فرصة التحرك الأول بمقدار ربع نقطة في يونيو إلى حوالي 80%، انخفاضاً من التسعير الكامل خلال الأسبوع الماضي.
هذه التحركات، التي جاءت في أعقاب البيانات التي أظهرت أن التضخم الأساسي في الولايات المتحدة تجاوز توقعات الاقتصاديين للشهر الثالث على التوالي، زادت من المخاطر بالنسبة لقرار السياسة القادم للبنك المركزي الأوروبي.
ومن المتوقع أن يبقي المسؤولون في منطقة اليورو أسعار الفائدة ثابتة، لكنهم قد يشيرون إلى استعدادهم لبدء التخفيف في الأشهر المقبلة
علامة فارقة
وقال جان فيليكس جلوكنر، كبير متخصصي الاستثمار في “إنسايت إنفستمنت” إن اجتماع هذا الأسبوع “يمكن أن يكون علامة فارقة مهمة في تحديد التوقعات”، مضيفاً: “بينما يمهد البنك المركزي الأوروبي الطريق لخفض أسعار الفائدة في يونيو، ستبحث الأسواق عن أي تلميحات حول وتيرة التخفيضات، وحدة الهبوط المحتمل”.
يبدو أن مسؤولي البنك المركزي الأوروبي قد اتفقوا على أن شهر يونيو هو الشهر المناسب للبدء في التراجع عن القيود المفروضة على السياسة النقدية.
أما وتيرة التيسير اللاحقة فهي أقل وضوحاً، إذ تصر لاغارد على أنها ستسترشد بشكل صارم بالأداء الاقتصادي، بينما ينشغل الآخرون بالفعل بتخطيط المسار المفضل لديهم.
تأثير على اليورو
مع ذلك، فإن السياسة المتشددة في الولايات المتحدة قد تجعل من الصعب على صناع السياسات في منطقة اليورو تنفيذ تخفيضات متعددة.
ومن الممكن أن يؤثر التباين الكبير في أسعار الفائدة بشكل كبير على اليورو، مما قد يعيده نحو التكافؤ مع الدولار.
وانخفضت العملة الموحدة بما يصل إلى 1% بعد البيانات الأميركية، وهو أكبر انخفاض منذ يوليو من العام الماضي.
وقال أندريا تويني، رئيس قسم تداول المبيعات في “ساكسو بنك فرنسا” إنه “بالنسبة لي، ما هو على المحك حقاً غداً، وفي مواجهة بيانات التضخم الأميركية اليوم، هو ما إذا كان البنك المركزي الأوروبي سيوضح أنه سيخفض أسعار الفائدة أمام بنك الاحتياطي الفيدرالي”.
وأضاف: “ستكون مفاجأة كبيرة إذا تراجعت لاغارد عن خفض أسعار الفائدة في يونيو غداً”.
تضرر السندات الأوروبية
كما قلص المتداولون رهاناتهم على تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية بعد البيانات الأميركية، وتخلوا عن الرهانات على أكثر من تحركين بمقدار ربع نقطة لكل تحرك هذا العام، ما أدى إلى تراجع سندات الخزانة.
وتضررت السندات الأوروبية أيضاً، إذ قادت السندات الألمانية لأجل عامين، والتي تعتبر من بين السندات الأكثر حساسية لارتفاع تكاليف الاقتراض في المنطقة، الانخفاضات ورفعت العائد سبع نقاط أساس إلى 2.96%.
وقال جيسون ديفيس، مدير محفظة أسعار الفائدة العالمية في “جيه بي مورغان” لإدارة الأصول: “نحن نفضل الاحتفاظ بالسندات السيادية الأوروبية على سندات الخزانة الأميركية نظراً لأن المركزي الأوروبي قد يبدأ خفض أسعار الفائدة قبل الاحتياطي الفيدرالي”، مضيفاً أنه “من الواضح أن التضخم الأوروبي يسير في اتجاه نزولي، والنمو الأوروبي أضعف بكثير، وسوق العمل أكثر مرونة”.