“الكاش”: عدوّ أم صديق؟ خبراء يُقدمون حلولًا عملية لتعزيز التعاملات الإلكترونية في المغرب
استمرار تزايد استخدام النقد النقدي بين المغاربة، المعروف عامة باسم “الكاش”، يشكل تحديات متزايدة على الاقتصاد الوطني، وأثار القلق والاهتمام لدى عبد اللطيف الجواهري، الوالي لبنك المغرب، الذي أثار هذا الموضوع خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماع مجلس البنك الأسبوع الماضي.
وتمحور النقاش حول الأسباب التي تجعل المغاربة يفضلون استخدام النقد النقدي بدلاً من التعامل المالي الإلكتروني.
على الرغم من الجهود التي بذلتها الحكومة لتقليص استخدام النقد النقدي من خلال زيادة عدد المحافظ الإلكترونية مثل “إم-واليت”، إلا أن الاتجاه نحو دفع المعاملات نقدًا لا يزال قائمًا بقوة.
تقرير السياسة النقدية الأخير صادر عن بنك المغرب أشار إلى تفاقم الحاجة للسيولة بالبنوك، مما يشير إلى استمرار ارتفاع النقد المتداول. وبناءً على هذا التقرير، تتوقع البنوك الحاجة إلى مزيد من السيولة في السنوات القادمة.
وعلى الرغم من الشائعات حول فرض ضريبة على استخدام النقد النقدي، نفت مصادر مطلعة من بنك المغرب هذه الأنباء، مؤكدة أن البنك يجري دراسات عميقة لفهم أسباب تفضيل المغاربة للاعتماد على النقد.
أكد الخبير المالي والمحلل الاقتصادي أنه يتعين فهم الخلفيات الحقيقية التي تدفع المغاربة إلى استخدام النقد بشكل متزايد. وأشار إلى أن الثقة بالنظام المصرفي ضعيفة في بعض المناطق النائية، مما يستدعي تشجيع الخدمات المالية الرقمية وتوفيرها في هذه المناطق.
يقترح الخبير تعديل قوانين البنوك لتشجيع الخدمات المالية الرقمية، ويشير إلى ضرورة خفض التكاليف المرتبطة بالمعاملات المالية الإلكترونية. كما يقترح سحب النقد النقدي من التداول بشكل تدريجي مع منح مهلة للمواطنين لإيداعه في البنوك، دون أن يؤدي ذلك إلى مراجعات ضريبية.
الحاجة إلى التحول نحو الاقتصاد الرقمي والتخلص التدريجي من الاعتماد على النقد النقدي تبقى تحديًا مستمرًا للمغرب، وتتطلب تدابير جذرية لتعزيز الثقة بالنظام المصرفي وتشجيع استخدام الخدمات المالية الرقمية.