القيود الصينية على صادرات المعادن تؤثر سلبًا على قطاعات حيوية في الولايات المتحدة
قال محللون إن القيود التصديرية التي فرضتها الصين على المواد الأساسية مثل الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون ستلحق ضررًا بالعديد من الصناعات الأمريكية الحيوية، بما في ذلك قطاع الطاقة النظيفة والصناعات الدفاعية، في ظل تزايد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
أعلنت الصين الأسبوع الماضي عن حظر صادرات الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون إلى الولايات المتحدة، وهي مواد ضرورية لصناعة أشباه الموصلات والخلايا الشمسية، بالإضافة إلى تشديد القيود على صادرات الغرافيت، المعدن الحيوي المستخدم في صناعة السيارات الكهربائية.
يأتي هذا القرار في وقت حساس، حيث تتصاعد الضغوط بين البلدين، بعد القيود التي فرضتها واشنطن على صناعة الرقائق المتقدمة في الصين، التي تُعد ضرورية لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
أوضح محللو مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن المواد مثل الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون تعتبر مدخلات حيوية لتكنولوجيا الدفاع، حيث تساهم في تعزيز أداء الأجهزة وتحسين كفاءتها. كما تُستخدم هذه المواد في صناعة الأجهزة المقاومة للحرائق التي تستخدم في قطاع الدفاع.
وأشار التقرير إلى أن الحظر المفروض قد يسمح للصين بتعزيز قدرتها الصناعية في قطاع الدفاع على حساب الولايات المتحدة، نظرًا للبطء في تطوير القاعدة الصناعية الأمريكية لتلبية احتياجاتها من هذه المعادن الحيوية.
وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، من المحتمل أن يؤدي الحظر الصيني على صادرات المعادن الأساسية إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بحوالي 3.4 مليار دولار.
و من جهة أخرى، يُستخدم الغاليوم في أشباه الموصلات وإلكترونيات التردد اللاسلكي، بالإضافة إلى الخلايا الشمسية عالية الكفاءة. بينما تتطلب السيارات الكهربائية كميات كبيرة من الغرافيت، مما يزيد من تعقيد التحديات أمام الولايات المتحدة التي تسعى إلى تعزيز إنتاج السيارات الكهربائية.
وقد تضرر القطاع الأمريكي أيضًا جراء الحظر، نظرًا للاستثمارات الكبيرة التي تم ضخها في التحول إلى إنتاج السيارات الكهربائية محليًا عبر سياسات مثل قانون خفض التضخم، الذي يعزز الإنتاج الوطني للطاقة النظيفة.
مع تكثيف القيود على صادرات المعادن، تواجه الصناعات الأمريكية صعوبة في إيجاد بدائل لهذه المواد، خاصة في ظل تكلفة المعالجة والإنتاج العالية خارج الصين.
ويتوقع محللون أن الشركات الأمريكية قد تتردد في الدخول إلى أسواق جديدة بدون دعم وضمانات طويلة الأجل، في ظل هيمنة الصين على هذه الصناعة.
يعتقد الخبراء أن التحركات الصينية الأخيرة تمثل ردًا على الإجراءات الأمريكية السابقة، مما يزيد من التحديات أمام التعاون بين الولايات المتحدة وحلفائها في هذا المجال، ويعقد مساعيهم لتقليل الاعتماد على الصين.