بين إسبانيا والصين وفرنسا، من سيفوز بصفقة “تيجيفي” بين مراكش وأكادير؟
أعلن المكتب الوطني للسكك الحديدية مؤخرًا عن فوز شركة صينية بصفقة لإنجاز الدراسات الأولية المختصرة لربط مدينتي مراكش وأكادير بخط سككي فائق السرعة، ما جعل هذا المشروع يعود إلى الواجهة مجددًا، وسط توقعات بما سيتم اختياره من بلد لتنفيذ المشروع.
وفي هذا السياق، أوضح الباحث في الاقتصاد، كمال السربوتي، أن البلد الذي سيتم اختياره لتنفيذ المشروع لن يخرج عن ثلاثة احتمالات رئيسية، وهي الصين وإسبانيا وفرنسا. وأشار إلى أن الصين تعتبر مرشحًا قويًا بسبب استعدادها وخبرتها في مجال السكك الحديدية، بينما تأتي إسبانيا في المرتبة الثانية نظرًا للعلاقات الوثيقة التي تجمعها بالمملكة، وتأتي فرنسا في المرتبة الثالثة نظرًا لنجاحها في تنفيذ مشاريع سكك حديدية مماثلة.
ومن المرجح أن تميل الكفة نحو اختيار إسبانيا، وفقًا لتصريحات السربوتي، الذي أشار إلى التعاون المشترك بين المغرب وإسبانيا، خاصة في ضوء ترشيحهما لاستضافة كأس العالم 2030، والرغبة المشتركة في تطوير العلاقات بين البلدين.
وفي هذا السياق، أكد السربوتي أن اختيار المغرب لتنفيذ المشروع ليس محصورًا في العوامل المالية فقط، بل قد يتأثر أيضًا بالعوامل السياسية والدبلوماسية، مع التأكيد على أن الصين قد تقدم عرضًا منافسًا يتفوق على العروض الإسبانية والفرنسية، نظرًا لخبرتها الواسعة في هذا المجال وسعرها المنافس.
وأشار السربوتي إلى أن الشبكة السككية الصينية تستقبل سنويًا مليار ونصف المليار مسافر، وأن الشركات الصينية قامت ببناء 60% من مجموع القطارات فائقة السرعة في العالم، ما يجعلها قادرة على منافسة شركات غربية بفعالية، خاصةً مع تكلفتها المناسبة.
ومن جانبه، أكد محمد ربيع لخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، على أهمية المشاريع السككية في تطوير البنية التحتية للنقل بالمملكة، مشيرًا إلى أن نجاح مشروع القطار الفائق السرعة بين الدار البيضاء وطنجة ساهم في جذب اهتمام دول أوروبية متقدمة للاستفادة من الخبرة المغربية في هذا المجال.
وأكد لخليع أن الاعتماد على الشركات المغربية في تنفيذ مشاريع البنية التحتية يعزز التنافسية ويقلل من التكاليف، مشيرًا إلى أن نسبة كبيرة من الأشغال في مشروع القطار الفائق السرعة الأول تمت بواسطة شركات محلية.
وفيما يتعلق بالتمويل، أوضح لخليع أن المغرب يعمل على تأمين التمويل اللازم للمشروع من خلال الاستفادة من التجارب السابقة وتوظيف الحلول المالية الإبداعية، مع التأكيد على أهمية التعاون الدولي في هذا الصدد.
تجسد مشروع القطار الفائق السرعة بين مراكش وأكادير الطموح المغربي في تحسين وتطوير قطاع النقل والبنية التحتية، ويعكس التزام المملكة بتحقيق التقدم والتطور في مختلف المجالات.