القرض الفلاحي وبنك الاستثمار الأوروبي يبحثان سبل التكيف مع تغير المناخ في المغرب
نظم القرض الفلاحي للمغرب (CAM) وبنك الاستثمار الأوروبي (BEI) اليوم لقاءً في الرباط بهدف التوعية بقضايا تغير المناخ وتعزيز حلول مستدامة للاقتصاد المغربي، بحضور خبراء وصناع قرار وفاعلين في القطاع المالي.
وأكد القرض الفلاحي للمغرب في بيان تلقته “العمق”، أن تغير المناخ يؤثر على القطاع البنكي من خلال زيادة مخاطر تعثر المقترضين في السداد.
وشدد على أهمية الإدارة الجيدة لمخاطر المناخ وتفعيل استراتيجيات التكيف مع التغيرات المناخية للتخفيف من هذه الآثار ودعم الاستثمار في اقتصاد مستدام.
ويختتم هذا اللقاء مشروع المساعدة التقنية التي قدمها بنك الاستثمار الأوروبي للقرض الفلاحي، والذي ساهم في تعزيز فهم البنك لمخاطر المناخ واستمرار تحديد فرص التمويل المستدام.
وأشار محمد فيكرات، رئيس مجلس الإدارة الجماعية للقرض الفلاحي للمغرب، إلى التزام البنك المستمر بالتنمية المستدامة ودوره في دعم التحول الأخضر للقطاع الفلاحي.
وعرضت ماتيلدا سيرافولو، رئيسة قسم الاقتصاد والبيئة في بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، تجربة الاتحاد الأوروبي في مجال تغير المناخ، بينما قدم أدريان دي باسومبيير، رئيس ممثلية بنك الاستثمار الأوروبي في المغرب، استراتيجية البنك للتعامل مع التغيرات المناخية.
وناقشت كنزة خمسي، مديرة المناخ بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، التوجهات المستقبلية للتغير المناخي في المغرب وتأثيراتها على الاقتصاد. كما قام رياض بلاغي، الباحث في الاقتصاد الفلاحي، بتحليل تأثير المناخ على الفلاحة المغربية.
وشكل اللقاء منصة لتبادل الآراء بين مختلف الجهات الفاعلة حول تحديات التكيف مع تغير المناخ ودور القطاع المالي في هذا السياق.
وضم اللقاء خبراء مرموقين مثل فوزي البكاوي، مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي، وآسيا بنحيدة، رئيسة لجنة التنمية المستدامة بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، ويوسف فرحات، نائب مدير مديرية الميزانية ورئيس وحدة المناخ بوزارة الاقتصاد والمالية، وجودفروي غروجان، مدير في المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية، وإبراهيم العروي، رئيس مجموعة صناعيي قطاع تحويل البذور الزيتية.
ومكنت مداخلات الفاعلين الاقتصاديين والفلاحين والباحثين والمديريات الوزارية من مناقشة الانتظارات المتعلقة بتمويل الانتقال إلى اقتصاد أخضر ومنخفض الكربون، وتعزيز مرونة أدوات التمويل في مواجهة مخاطر المناخ.
وقال محمد فيكرات: “إننا سعداء بجودة الشراكة مع بنك الاستثمار الأوروبي”، مضيفًا: “سيسمح لنا المشروع بتعزيز نظمنا الداخلية لإدارة مخاطر المناخ وتطوير عروضنا التمويلية للتحول الأخضر، لدعم زبنائنا في مواجهة تحديات تغير المناخ”.
ومن جهته، صرح أدريان دي باسومبيير بأن “الآثار الضارة لتغير المناخ واضحة بالفعل في المغرب، خاصة فيما يتعلق بتقلب مستويات هطول الأمطار والجفاف المزمن”.
وأضاف أن التعاون مع القرض الفلاحي للمغرب يعكس رغبة مشتركة في تقييم مخاطر المناخ بشكل أفضل، موضحًا أن بنك الاستثمار الأوروبي مصمم على دعم المؤسسات المالية والشركات الصغيرة والمتوسطة لفهم هذه المخاطر وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة، لتحويل التحديات إلى فرص وتعزيز مرونة الاقتصاد المغربي.