العيد والسفر يُحفزان “الكاش” ويُرهقان جيوب المغاربة
يشهد المغرب، مع حلول عيد الأضحى، ظاهرة مثيرة للتناقض، حيث يزدحم السفر إلى وجهات سياحية مختلفة، بينما يشتكي البعض من غلاء أسعار الأضاحي. فما وراء هذا السلوك؟ هل هو تعبير عن ثقافة استهلاك مترفّة أم ضغوط اجتماعية؟
و رغم ارتفاع أسعار الأضاحي، لوحظ إقبال كبير على السفر خلال عيد الأضحى، مما أثار تساؤلات حول دوافع هذا السلوك. يرى البعض أنّها ظاهرة استهلاكية بحتة، حيث تُغري إغراءات السفر وفنادقه الفخمة بعض العائلات، حتى لو كان ذلك على حساب الاقتراض.
يُفسّر المحلل الاقتصادي رشيد ساري هذا السلوك بانتشار ثقافة الاستهلاك بين الطبقات المتوسطة، مُشيرًا إلى حجم الهدر الحاصل، مثل تبذير 30 مليون خبزة يومياً.
يُضيف ساري أنّ هذا السلوك، وإن كان يُدرّ أموالاً على القطاع السياحي، يُخلّ بميزانيات الأسر، ويدفعها إلى الاقتراض لمجارات “رغبات ذاتية” قد لا تناسب قدراتها المادية.
يُجادل أستاذ المالية العامة جواد لعسري بأنّ نمط الاستهلاك الأسري يتحكم به “دخل الأسرة” بشكل أساسي، مُشيرًا إلى أنّ “المستوى العلمي والثقافي والعلاقات الاجتماعية” تُؤثّر أيضًا على احتياجاتها ومتطلباتها.
يُرجّح لعسري وجود “موارد مالية غير معلومة” تُموّل نفقات الأسر في مثل هذه المناسبات، بعيدًا عن الدخل الرسمي.
و يُشكّل عيد الأضحى في المغرب مزيجًا من العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تُؤثّر على سلوكيات الاستهلاك. بينما يُمكن تفسير إقبال البعض على السفر كشكل من أشكال الاستهلاك المُفرط، لا يُمكن إغفال دور الضغوط الاجتماعية، خاصةً ما يتعلّق بـ “المظاهر” و”التباهي”.
يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة الأسر المغربية على التحكّم في نفقاتها، وترشيد استهلاكها، خاصةً في ظلّ الظروف الاقتصادية الراهنة.