العوامل المؤثرة في تفاوت أسعار الكهرباء عالميًا

تتفاوت أسعار الكهرباء بشكل كبير بين دول العالم، وأحيانًا حتى داخل البلد الواحد، بسبب مجموعة من العوامل مثل تكلفة الوقود، البنية التحتية، الظروف المناخية، استهلاك الطاقة، والسياسات الحكومية المتبعة.

في العديد من الدول مثل إيطاليا والدنمارك وأيرلندا، يعاني المواطنون من تكاليف كهرباء مرتفعة، بينما في بعض البلدان الأخرى، خاصة تلك الغنية بالطاقة، تحظى الكهرباء بدعم حكومي كبير.

أما في الولايات المتحدة، أكبر منتج للنفط الخام في العالم، فإن الوضع أكثر تعقيدًا، حيث يتزايد الطلب على الطاقة نتيجة لعوامل مثل النمو الكبير في استخدام الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة التي تجبر سكان المناطق الجنوبية على استخدام مكيفات الهواء بشكل مكثف.

وقد تعهد الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، بخفض فواتير الطاقة المنزلية بنسبة 50% في العام الأول من ولايته الثانية، من خلال تعديل سياسة إنتاج الطاقة، بما في ذلك إنهاء التفويضات الخاصة بالمركبات الكهربائية وإلغاء القيود على الطاقة الخضراء.

كما أظهرت دراسة أجرتها وزارة الطاقة الأمريكية أن زيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز الطبيعي، بالإضافة إلى زيادة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

كما توقعت وكالة الطاقة الدولية استمرار ارتفاع استهلاك الكهرباء على المستوى العالمي في 2025 بسبب النمو الاقتصادي والموجات الحرارية الشديدة، فضلاً عن الاعتماد المتزايد على تقنيات الطاقة الكهربائية مثل السيارات الكهربائية.

ورغم التحديات، أشار التقرير الأخير للوكالة إلى استمرار نمو مصادر الطاقة المتجددة، حيث من المتوقع أن تحقق الطاقة الشمسية الكهروضوئية مستويات جديدة في السنوات القادمة.

كما توقعت الوكالة أن تصل مساهمة مصادر الكهرباء المتجددة إلى 35% من إمدادات الكهرباء العالمية في عام 2024، مقارنة بـ 30% في عام 2023.

في عام 2024، كانت إيطاليا وأيرلندا والدنمارك من بين الدول التي شهدت أعلى تكاليف للكهرباء للأسر، حيث بلغت التكلفة في إيطاليا 0.43 دولار لكل كيلوواط/ساعة.

بينما كانت التكلفة في ألمانيا وبلجيكا والمملكة المتحدة أقل بكثير، حيث بلغت 0.35 دولار لكل كيلوواط/ساعة حسب بيانات “ستاستيا” الصادرة في مارس 2024.

في المقابل، كانت التكلفة في الولايات المتحدة 0.18 دولار لكل كيلوواط/ساعة، ما يجعلها أقل بكثير مقارنة بالدول الأوروبية مثل أيرلندا (0.41 دولار) وأيضًا روسيا، حيث كانت التكلفة لا تتجاوز 0.05 دولار.

من الجدير بالذكر أن الدول التي تعد مصدرة صافية للوقود الأحفوري قادرة على الحفاظ على استقرار أسعار الطاقة في أسواقها المحلية، بينما الدول المستوردة للطاقة عرضة لتقلبات شديدة في أسواق النفط العالمية.